13 Apr
13Apr

أما مضمون الرسالة للتلاميذ فهي الكرازة بملكوت الله، وفداء المسيح للعالم أجمع وخلاص كل من يؤمن به.

وتعبيرى "العالم أجمع" و "الخليقة كلها" يعنيان تكليف الكنيسة ما بدأه الرسل الأطهار من كرازة، فكم من الملايين لا زالت بعيدة عن خلاص المسيح ولم تسمع به، وكم من نفوس بعدما سمعت ارتدت إلى خلف وبعدت عن جوهر الحياة الروحية... فتكليف المسيح لنا واضح، والعمل يحتاج لمعونة إلهية كبيرة مع انصراف العالم الحاضر إلى الشر.

هذا هو المدخل الوحيد والأول للخلاص، الإيمان باسم المسيح ثم المعمودية المقدسة، وهذا ما فعلته الكنيسة عبر الزمن في كرازتها، فهي تسلّم الإيمان ثم تجمع المؤمنين الذين تلقوا الإيمان وتعمّدهم باسم الثالوث الأقدس على أيدي الرسل والأساقفة والكهنة.

ومن أهمية هذا السر واعتباره في الكنيسة، فإن الكنيسة لا تقبل أي انضمام إليها والشركة في باقي الأسرار إلا بالمعمودية.

وترفض الكنيسة التعليم الغريب بأن المعمودية مجرد علامة، فقول السيد المسيح واضح بأن من سمع ولم يؤمن ولم يعتمد صار مُدانا أمام الله.
وفي وقتنا الحالي يعمّد الطفل على إيمان والديه، ومن هنا يكون الآباء مسؤولين أمام الله عن زرع الإيمان في قلوب أبنائهم.

مع التكليف بالكرازة للعالم أجمع والخليقة كلها، أعطى الرب المسيح تشجيعا للرسل الأطهار بأن المعجزات سوف تصاحبهم كأدلة لازمة لغير المؤمنين في ذلك الزمان، كذلك تكلمهم بلغات لا يعرفونها سابقا من أجل نشر الكرازة.

"يحملون حيات": المقصود بهذا التعبير أن الحيات لن تؤذيهم، وهو ما سبق وقاله أيضًا السيد للتلاميذ: "ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب" (لو 10: 19).

قد نرى ذلك يحدث مع أولاد الله، كما حدث مع القديس بولس بصورة إعجازية عندما نفض الحية عنه (أع 28: 4-5).

والمعنى الآخر الأبعد هو أن الحيات ترمز للشر المحيط بالإنسان والذي لا يستطيع أن يواجهه إلا بقوة خاصة يعطيها الله لأولاده، ويحصلون عليها بكمال اعتمادهم عليه ولجاجتهم في الصلاة.
بعد العديد من الظهورات والتعليم، يذكر القديس مرقس صعود الرب يسوع المسيح إلى السماوات (راجع أع 1: 9).

"عن يمين الله": تعبير مجازى المقصود به المجد والعظمة والقوة، أي أن المسيح عاد لمجده الذي أخفاه عنا في زمن تجسده.

ينهى القديس مرقس إنجيله بآية تعبّر عن عمل الكنيسة الممتد منذ عصر الرسل حتى يومنا هذا، وهو الخروج من أجل الكرازة باسم المسيح، وكما اختبر الرسل الأطهار عمل الرب معهم، لا زالت الكنيسة - في شخص خدامها وكهنتها وأساقفتها - تختبر يد الله القوية والعاملة في الخدمة وجذب النفوس إلى الإيمان الحقيقي.


† أعطنى يا رب أن أكون غصنا مثمرا في كرمتك، وعضوا كارزا بملكوتك، ثابتا في كنيستك وكلمتك فأشبع أولًا... وأجذب إخوتى لك من أجل مجدك أنت وحدك... آميـــــــن.


/خادم كلمة الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.