HTML مخصص
09 Jan
09Jan

 أشار القديسان متى ولوقا إلى بعض الأحداث المتعلقة بالميلاد الجسدي للمسيح، وأشار القديس يوحنا إلى الميلاد اللاهوتي للابن من الآب.

أما القديس مرقس، فأخذ مدخلا مباشرا، بالإعلان في أول كلماته أن كتابه هو البشارة بيسوع المسيح ابن الله، وركّز على بدء خدمة المسيح، دون ذكر أية أحداث تسبقها.

"يسوع": معناه الله يخلّص، وأصلها العبري يهوشوع، وتطورت إلى يشوع، ثم ’’يسوع‘‘ وكان هذا اسم الرب في تجسده.


"المسيح": أي الممسوح ملكا، والمخصص لخلاص وتجديد البشرية بفدائها على الصليب.


"ابن الله": أي الاسم اللاهوتي، والدال على ألوهية الكلمة ابن الله.

"كما هو مكتوب": يشير القديس مرقس إلى نبوات (ملاخي 3: 1؛ إشعياء 40: 3) في العهد القديم، والتي أشارت إلى إرسال يوحنا المعمدان كملاك سابق للمسيح المخلّص، يهيئ النفوس لاستقباله - في العهد الروماني، كان لا بُد أن يسبق الرؤساء أو الأشخاص البارزين من يعلن عن قدومهم - فالعالم، في فساده، لم يكن مستعدا لقبول المسيح، فأرسل الله يوحنا يوبخ وينذر بالتوبة، ليعد له الطريق.


"أرسل... ملاكى": التعبير الذي استخدمه ملاخي في نبوته عن يوحنا المعمدان.


"صوت صارخ": التعبير الذي استخدمه إشعياء في نبوته عن يوحنا المعمدان، وتوضح صراخه في الشر والأشرار من أجل التوبة.

أما العمل الذي قام به يوحنا، فهو دعوة الناس إلى التوبة وترك الخطية.

وكان اليهود من عاداتهم أن يختنوا من يهتدوا لليهودية من الأمم.

وهكذا يكون يوحنا غيّر تلك العادة، وقد استخدم المعمودية علامة وختما لمن قدّم توبة (والماء يرمز للغسل والطهارة)، وقد استجاب الشعب لنداء التوبة، وخرجوا إليه من جميع الأماكن، وتم عمادهم.


"وَبَرَ الإبل": لباس خشن ورخيص يلبسه الفقراء، ولبسه الأنبياء، مثل إيليا، ويرمز للتجرد وعدم محبة المال ورفاهيته.

"مِنْطَقَةً من جلد": كما لبسها أيضًا إيليا (2 مل 1: 8)، وهي عبارة عن حزام جلدى عريض يشد الوسط، ويرمز للجهاد والعمل الجاد.

"يأكل جرادا وعسلا...": الجراد هو الحشرة البرية القارضة المعروفة، ولم يكن أكله محرّما (لا 11: 22)، والعسل كان عسل نحل يوجد في شقوق الصخور بالبرية.

ومن الناحية الرمزية، يمكن القول بأن الجراد يشبه اليهود الساقطين كالحشرات في خطاياهم، أما التوبة فتجعلهم عسلًا حلوًا عند المسيح.

وبجانب ندائه القوى بالتوبة، كان يكرز ويتنبأ عن قدوم المسيح. وفي اتضاع، وضّح الفرق بينهما، فوضع نفسه في صورة العبد المنحنى ليحل بيده سيور حذاء سيده، فرفع الرب هذه اليد ووضعها على رأسه عند المعمودية، ليعلّمنا جميعا أن الاتضاع هو الفضيلة التي ترفع الإنسان أمام الله... ولم ينس يوحنا أيضًا توضيح الفرق بين معمودية الماء التي ترمز للتطهير، ومعمودية الروح القدس التي أساسها المسيح.


† صديقى الحبيب، لا يمكن أن نترك شخصية يوحنا دون أن نتعلم منها الكثير:

أولًا: ترك العالم المريح إلى البرية الموحشة، التي ترمز إلى الشر، ليُقهرَ الشر بنداء التوبة.

ثانياً: تجرّد في أكله وشربه وملبسه، فأعطاه الله سلاما وقوة وشجاعة لم يعرفها العالم.

ثالثاً: بالرغم من كلامه الجرىء والقوى، وعدم مهادنة الشر وتوبيخ الأشرار، إلا أن الجموع خرجت إليه.

فلا تخف أبدا أن تتمسك بالحق مهما كان الشر المحيط بك، فالله هو العامل فيك وليس انت.


/خادم كلمة الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.