HTML مخصص
25 Jan
25Jan

"رب بيت": هو الله.

"كرمه": هو الكنيسة.

"الفعلة": هم كل البشر الذين يدعوهم الله للحياة معه وخدمته.

الله هو الذي خرج، أي أنه المبادر في طلب الإنسان، والبادئ بالحب، وقد خرج من الفجر في الساعة الأولى يطلب قلوب أولاده.


الساعات اليهودية المعروفة خمس ساعات، ترمز لحياة الإنسان، وهي (مع ملاحظة أن الساعة هنا ليست 60 دقيقة، وإنما فترة زمنية تمتد إلى الساعة التي تليها):

الساعة الأولى: الطفولة.

الساعة الثالثة: الصبا.

الساعة السادسة: الشباب.

الساعة التاسعة: الرجولة.

الساعة الحادية عشرة : الشيخوخة.

وتشير هذه الساعات أيضًا إلى تاريخ البشرية: آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى والأنبياء، ثم المسيح.


ومعنى هذا، أن الله يطلب الإنسان على مدى تاريخ البشرية، وطوال حياته، لعله يستجيب فيَخلُص.

"المساء": هو نهاية العمر، ويوم الدينونة.

"وكيله": هم الملائكة.

"أصحاب الساعة الحادية عشرة": عندما لامهم السيد لوقوفهم بطالين طوال النهار، قالوا: "لم يستأجرنا أحد" (7)، أي لم يفهموا دعوة الله، فظلوا بلا عمل روحي طوال حياتهم، حتى انتبهوا في آخر العمر.

"دينارا": هو الخلاص والحياة الأبدية.


فالكل، ما دام قد آمن بالمسيح، وعمل معه ولو لساعة واحدة، ينال الحياة الأبدية. ولكن، يتميّز الواحد عن الآخر، بمقدار تمتعه وعشرته وارتباطه بالله.


وقد تكون الدعوة أتت في نهاية الحياة، وتجاوب الإنسان معها بكل قلبه، فيصير مثل أصحاب الساعة الأولى، بل قد يكون أفضل منهم بمقدار حبه لله.


وإن قال واحد سأنتظر حتى الساعة الحادية عشرة، ما دام الخلاص يُعطَى للكل، ولا أريد أن أكون متميزا في ملكوت السماوات، فهذا معناه:


أولًا: أنه لا يعرف أن عمره قد ينتهى في أية لحظة.


ثانياً : أنه لا يُقدّر قيمة عشرة الله ومحبته، فيستهين بعلاقته مع الله على الأرض.

يرمز أصحاب الساعة الأولى لليهود، الذين ظنوا أن الخلاص قاصر عليهم وليس للأمم، وأنه إذا آمن غير اليهود بالمسيح، يكونون في مرتبة أقل من اليهود الذين صاروا مسيحيين، وتكلموا عن أصحاب الساعة الحادية عشرة قائلين: "هؤلاء الآخرون..." أما المسيح فكلمهم بحب قائلًا: "يا صاحب."وفي هذا التذمر تدخّـل في عمل الله كديّان، فهو قد أعطى كل واحد ما اتفق معه عليه، ثم أنعم على غيره، دون أن يُنقص من اليهودي أو المتذمر شيئًا.


"عينك شريرة": أي أنانية، تفكر في الخير لنفسك وترفضه لغيرك، وتحسد الآخرين على ما ينالونه.


"كثيرين يُدْعَوْنَ": الله يطلب خلاص الكل. ولكن، لا يؤمن ويحيا في المحبة إلا القليلين، هؤلاء هم فقط الذين يَخلُصون.


خلاصة القول، إن المسيح يعطى الخلاص لكل من يؤمن به ويحيا معه في كنيسته، سواء عاش حياة التوبة من بداية حياته، أو في أواخر عمره.


وهذا لا ينفى وجود منازل ودرجات في الملكوت، لكن الكلام هنا فقط عن دخول الملكوت.


اُنظر إلى كل البشر على أنهم صورة الله، وأنهم قد يسبقوك إلى الملكوت، واعمل الخير مع الكل، خاصة مع الضعفاء والبعيدين عن الله، لعلهم يتوبون، عالما أنهم قد يزدادون في محبة الله أكثر منك.



/خادم كلمة الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.