HTML مخصص
18 Mar
18Mar

لا زالت الكرازة في الجليل، وهذا المجمع في أحد مدنها.

وعند دخول السيد كعادته للتعليم، كان هناك رجلا مشلول اليد، ويضيف القديس لوقا أنها كانت يده اليمنى.

وراقبه الجميع، وخاصة أعداؤه، هل يكسر شريعة حفظ السبت ويشفى هذا الإنسان، فيقدموا فيه شكوى بعمل المعجزة!

طلب المسيح من الرجل أن يقف في الوسط، وذلك إما لتحريك مشاعرهم بالرحمة والإشفاق نحو المريض، أو ليكون المريض في مكان متميز يرى فيه الجميع عمل الله بوضوح.


"هل يحل في السبت": علم المسيح بتربّص أعدائه له، ولهذا، وقبل أن يشفى الرجل، سألهم سؤالا ليحرجهم ويوبخهم على قساوة قلوبهم، وهو هل يجوز عمل الخير أم عمل الشر في السبت، فسكت الجميع، إذ لم يعرفوا بماذا يجيبون.

قساوة القلب في عدم إجابتهم المسيح، أوضحت شرهم الذي أغضب السيد الرب غضبا مقدسا، فأمر الرجل بمد يده، فمدها في الحال وتحررت من شللها.


يلاحظ: أن غضب المسيح كان على خطية قساوة القلب، وخاليا من الشر، وكان ممزوجا بالحزن عل الخطاة، فالمسيح لم يرد بغضبه أذى من غضب عليهم.

بدلًا من أن تغضب، حاول أن تجد حلولا، ولا تزيد المشكلة تعقيدا وتهدم الناس.

"الهيرودسيين": مجموعة سياسية من اليهود تنتمى إلى هيرودس الكبير، وكانت تواكب إمبراطور روما طمعا في الحكم، وكان بينهم وبين الفرّيسيّين عداوة كبيرة، ولكنهما اجتمعا على عداوة المسيح والتخلّص منه، مع اختلاف الدافع لكل منهما، وما تشاوروا عليه يوضح الشر الذي في قلوبهم.


في إشارة لازدياد شهرة المسيح بسبب تعليمه ومعجزاته، يوضح القديس مرقس أن الذين تبعوا المسيح أتوا من جميع النواحى."الجليل": شمال البلاد حيث كان يكرز.


"اليهودية": القسم الجنوبى من البلاد وعاصمته أورشليم.


"من أورشليم": أي أن التابعين لم يكونوا من قرى اليهودية، بل المقصود أن صيت المسيح بلغ العاصمة الدينية.


"أدومية": تقع في أقصى جنوب البلاد، واسمها نسبة إلى أدوم (عيسو).


"عَبْرِ الأردن": أي شرق النهر."صور وصيداء": خارج بلاد اليهودية، مما يعني أن الذين تبعوا المسيح ليسوا يهودا فقط، بل من الأمم أيضًا.


وتعددت دوافع من تبعوه، فمنهم من كان يتبعه بدافع الفضول، أو طلبا للشفاء، أو لسماع تعليمه، أو لمعرفة حقيقته.

مع ازدياد الزحام، ومع تلهف المرضى للمسه من أجل الشفاء من أمراضهم، طلب السيد من التلاميذ إيجاد سفينة صغيرة (قارب) لملازمته، حتى يتسنى له الدخول إليها وتعليم الجموع من فوقها كما كان يفعل كثيرًا.

كان المصروعين من الأرواح النجسة يخضعون له، والأرواح الشريرة تخرج صارخة من سلطانه الإلهي.

أما المسيح، فقد طلب وأمر هذه الأرواح بعدم ذكر اسمه، لأنه لا يحب أن يشهد له الأشرار.


/خادم كلمة الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.