الحوار المتكرر يعود مرة أخرى، من ناحية قصد المسيح شيء وفهم اليهود شيء آخر. والآية ٢١، تطابق في معناها ما جاء في (يو ٧: ٣٣-٣٤)، والمعنى هو أنكم سوف تموتون في خطية عدم الإيمان بالإبن ، وستطلبون وتنتظرون مسيحا أرضيا بحسب هواكم، ولن تجدوا.
وبسبب عدم إيمانكم، فلن تقدروا أن تدخلوا ملكوت السموات أما اليهود، فبنفس السخرية المعهودة، وانغلاق الرؤية الروحية، لم يفهموا القصد الإلهي، بل عبروا عن عماهم الروحي، وبغضهم للمسيح، بأن الحل الوحيد لفهم كلامه، هو إنه مزمع أن يقتل نفسه، وهو المكان الوحيد الذي لا يستطيعوا الذهاب إليه، أي "الجحيم".
يوضح السيّد المسيح هنا السبب والداء والفرق بين كلمتي "أنا" و "أنتم" في الآية السابقة، وهو الخلاف بين كل ما هو سمائيّ روحيّ، وبين ما هو أرضيّ زمنيّ مرتبط بأمجاد العالم التي لا أطلبها.
"أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب"، وكلتا الآيتين إشارة واضحة لتجسد المسيح ونزوله من السماء وطبيعته اللاهوتية الأزلية.
ويقدم المسيح مرة أخرى سبب هلاكهم، وهو عدم إيمانهم به!!!
† سيدى الحبيب... أثار حديثك مع اليهود في نفسى سؤالا محيرا ومخيفا: هل أنا أرضى؟ أم أنا سماوي؟ هل أستطيع أن أكون معك حيثما تكون، هناك في بيت أبيك، أم لا أستطيع؟ لقد أعطيتنى، مجانا، نعمة الميلاد السمائى في سر المعمودية.
ولكن، لا زلت أجد أن ما بداخلي متجها إلى أسفل، حيث أمجاد العالم وزيفه، ناسيا عظم دعوتك لى، أن أكون من فوق كما أنت.. إلهي، أخاف من نفسي على نفسى، فلا تسمح يا سيدى أن أنزلق لأسفل بل اجذبنى إلى فوق كما وعدت: "وأنا إن ارتفعت عن الأرض، أجذب إلىّ الجميع"، واجعل كل اشتياق قلبى نحوك أنت وحدك.
/خادم كلمة الربّ/