HTML مخصص
22 Feb
22Feb

يتكلم المسيح هنا عن أركان العبادة الأساسية، وهي الصدقة والصلاة والصوم.

ولعله يبدأ بالصدقة امتدادا لكلامه السابق عن تقديم المحبة وعمل الخير مع الكل، حتى الأعداء.

ويضع شرطا أساسيا لقبول الصدقة، وهي أن تكون من أجل الله، وليس بغرض أن ينظرنا الناس ويمجدوننا، لأنه إن نلنا مديح الناس، فليس لنا أجر عند الله.

وقد كان المراؤون قديما لا يتصدقون بسبب محبتهم لله والمحتاجين، بل يتصدقون لمجدهم الشخصى، فيضربون الأبواق لكي يجتمع الناس وينظروا عظمة عطائهم فيمجدونهم.


"أبيكم الذي في السماوات":

يقصد الله الذي يسمو على أفكار المرائين الأرضية الزائلة، والذي نستعد لنكون معه في الحياة الأبدية، وننال مكافأة حياتنا البارة على الأرض بالميراث السماوي الأبدي.


"المراؤون":

من يُظهرون غير ما يُبطنون، فمظهرهم عمل الرحمة، وحقيقتهم الكبرياء وطلب مديح الناس؛ ويقصد هنا الكتبة والفرّيسيّين.


"في المجامع وفي الأزقة":

حيث يكثر الناس ليقدموا مديحا أكبر لهم.

الشمال: ترمز إلى العطاء لكسب مديح الناس.

اليمين: ترمز للبركة وطاعة الوصية، أي العطاء لأجل الله.

ويقصد أيضًا أن يكون العطاء في الخفاء، حتى يكون مخفيا عن أقرب الناس لنا، مثل قرب اليد من الأخرى، حينئذ تكون الصدقة لأجل الله فقط، فننال المكافأة الأبدية، التي تكون أمام كل الخليقة، بل وأيضا يباركنا الله في حياتنا الأرضية أمام الكل.

وليس معنى هذا أن لا يعطى الإنسان إذا كان هناك من ينظره، فلا نمنع العطاء بسبب عدم أمكانية إخفائه، ولكن ليكن لنا روح الخفاء، وعدم الانشغال برأى الناس.


† إهتمّ بالمحتاجين الذين لا يستطيعون أن يطلبوا علانية، فهؤلاء المستورين قد يكونوا أحوج من الكل، واشكر الله الذي سمح لك أن تعطيه في شكل هؤلاء المحتاجين.


/خادم كلمة الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.