HTML مخصص
23 May
23May
إعلان خاص

مواضيع إشكالية

كثر الجدال في السنوات الأخيرة، في مواضيع إشكالية لم تكن مطروحة بهذه الحدّة من قبل، مثل المُثلية الجنسية، القتل الرحيم، الإجهاض وحقوق الأقليات الجنسية LGBTوما شابهها.


في الحقيقة، هذه لم تأتِ من عدم، بل حضّرت لها حركاتٌ وجمعياتٌ وفلسفاتٌ، منذ بدايات القرن الماضي، أنتجت معًا ما يُعرف ب تيّار العصر الجديد New Age الذي روّج بقوّة لهذه المواضيع وجعلها من العناوين الأساسية في أجندته خدمةً لمآربه وتعاليمه المضلّلة.

نذكر من أهم الفلسفات التي استوحى منها هذا التيّار: النسبويةRelativism والذاتانية subjectivism الفلسفة المتعاليةTranscendentalism والوجودية الملحدة Atheist Existentialismوالأنسنة Humanism والمادية Materialism والعدميةNihilism واليوجينياEugenics ومؤخّرًا ما يُسمّى بفكر عبر الأنسنةTranshumanism،


كما أخذ هذا التيّار عن ديانات الشرق الأقصى كالبوذية والهندوسية والطاوية، وجمعيات وتيّارات كالخيمياءAlchemy والكابالاKabala والخفائيةOcultism والأرواحيةSpiritism والبارابسيكولوجياParapsychology والعلوم الباطنيةEsoteric Sciences والتيوزوفية TheosophyوالأنتروبوزوفيةAnthroposophy وحركة الفكر الجديدNew Thought وغيرها... وجميعها تعلّم تعاليم تتناقض مع الإيمان المسيحي.


عصر فلكي جديد هو عصر الدلو :

+نشأت حركة العصر الجديد إبتداءً من سبعينيات القرن الماضي وأخذت لها شكلها الحالي في مراكز في الولايات المتحدة الأمريكية مثل مركز إيسالينEsalen في كاليفورنيا ومركز فيندورنFindhorn في سكوتلندا. وساهم في الترويج لها مؤلّفون وكتّاب مثل مدام هيلينا بلافاتسكيH. Blavatsky، مؤسّسة الجمعية التيوزوفية، وأليس بايلي Alice Baily ودافيد سبانغلر David Spanglerوماريلين فرغسونMarilyn Ferguson ونيقولا روريتشNicolas Rorich و بانجامين كريم Benjamin Crème وغيرهم الكثيرون.

وهي تدعّي أنّها تحضّر للولوج في عصرٍ فلكي جديد، بعد عصر السمكة، هو عصر الدلو الواعد الذي يزعمون إنّه عصرالإستنارة الروحية والسلام العالمي والإنسجام الكوني حيث لكلّ واحد مساره الروحي الشخصي بمعزل عن كل سلطة دينية وعن كلّ تعليم عقائدي. ولهذه الحركة هدف أول هو الوصول إلى نظام عالميّ جديد له روحانيته البديلة أو ديانته الجديدة التي هي "توافقية" و"انتقائية"Syncretic بامتياز، تجمع "من كل وادٍ عصا" لتؤلّف ديانة كونية واحدة. تحكم فيه نخبةٌ من المستنيرين تحضيرًا لمجيء "الماترايا"Maitraya أو "المسيح الدجّال" الذي تكلّم عنه الرب يسوع والرسل والآباء القدّيسون، وتحضيرّا لمسيانية كاذبة يسموّنها "الوعي المسيحاني" Christic Consciousness بمساندة بدعٍ أخرى وجمعيات سرّية تؤازرها بشكل مباشر وغير مباشر.




نظرية التعددية الدينيّة :

هذه الديانة العالمية الواحدة التي تدّعي إنّ كل الديانات سواء و كلّها تؤدي الى الله، متسلّلةً بخبث إلى الحوارات المسكونية، أطلقتها منذ سنين نظريات لمفكرين مثل جون هيك Jhon Hick(1922-2012)و بول كنيترPaul Knitter (1939-..) والإختصاصي في الحوار بين الأديان الأب ريموندو بانيكارRaymondo Pannikar(1918-2010) وغيرهم. وهي ما يعرف بنظرية "التعدّدية الدينية"Religious Pluralism ، المتأثّرة بفلسفة إيمانويل كانطEmanuel Kant (1724-1804) صاحب نظرية الإدراك الحسي والمنادية إلى فهم الدين على أساس "مركزية الحقيقة"Reality Centrism بدل "مركزية المسيح"Christo Cenrism. لذلك هم يتكلّمون بخطاب فلسفي عام يتميّز بالمركزية الربوبية ويقول بوجود حقيقة مطلقة تقع ضمن نطاق الماورائيات أيّ خارج نطاق وحدود النشاط المعرفي العقلي. ولا عجب أن يتبنّى أتباع العصر الجديد هذا الطرح المُعيب، فهم يُنكرون الوحي الإلهي والحق المعلن بالرب يسوع له كلّ المجد وكلّ تقليد الكنيسة الشريف والإيمان الرسوليّ القويم. وقد سبق وحذّر من هذا الدين العالميّ الجديد الأخ سيرافيم روزSeraphim Rose(1934-1982) في كتابه: "الأرثوذكسية وديانة المستقبل" سنة 1975 واصفًا إيّاه بدين الوثنية الجديدة.كذبة التأله الشخصيمن أهم تعاليم هذه الحركة التألّه الشخصي فكلّ إنسان هو إله بطبيعته وقبسٌ من النور الالهي، جزيّئ من الألوهة الكونية مصغّر عنها وفيه كلّ مواصفاتها. فلا فرق عندهم بين طبيعة الخالق وطبيعة المخلوق بتأثيرٍ من معتقد "الحلولية"Pantheism في ديانات الشرق الأقصى.

والألوهة عندهم ليست "شخصانية"، يعني هي ليست الثالوث القدوس في أقانيمه الثلاثة المتساوية في الجوهر كما في المسيحية، الألوهة ليست الله "الشخصاني" كما في التقليد اليهودي المسيحي، إله ابراهيم واسحق ويعقوب ولا هو "أهيه الذي أهيه" (خر3/ 14). ولا هو الله الذي صار جسدًا وحلّ بيننا"(يوحنا 1/ 14). الألوهة عندهم "طاقةٌ كونية ما" غير شخصية و مادية بطبيعتها تتداخل في الكون والكائنات وهي من طبيعتها. فالكون والأرض والمخلوقات بالنسبة إليهم شبكة عملاقة من الذبذبات والإهتزازات. والرب يسوع هو أحد تجسدّات الطاقة الكونية مثله مثل المعلمّين الكبار بوذا وكونفوشيوس وراما كريشنا وهو ليس الله بل مجرد نبيّ وإنسان مستنير، وبإمكان كل إنسان متى تقدّم في مساره الروحي الباطني أن يصير مثل المسيح. كما ينادون بمبدأين ذكري وأنثوي للألوهة يكمّل أحدهما الآخر هما الين واليانغYin and Yang وبالتالي يقولون ب"الخُنثية"(أو الخنوثة) أي اجتماع أعضاء الذكورة والأنوثة في شخص واحد. وبالتالي يروّجون لنظرية النوعGender Theory ليسببّوا التباسًا في الهوية الجنسية وليشرّعوا كلّ أنواع الشذوذ الجنسي. كما يعتقدون بالتقمّص وبأجسام باطنية ومراكز للطاقة في جسم الإنسان وقنوات لها وأمور خفائية أخرى.




إحياء لممارسات قديمة :

يستعين هذا التيّار بممارسات وثنية قديمة كالسحر والشعوذة والتنجيم والعرافة. ولها تقنيات يبلغ بواسطتها الانسان إلى التألّه الشخصي بمعزل عن النعمة هي من الأرواحية والغيبية وعبادة الملائكة والتواصل معها. والتأمل الشرقي الآسيوي وبدائل طبية غير علمية، منها ما هو من الموروثات الشعبية التقليدية ومنها ما هو مُستحدث، يرتكز أغلبها على طرق نفسية بديلة وتستعين بأرواح تساهم في العلاج. كل هذا في قالبٍ يوحي بالعلمية مستشهداً بأشباه العلوم التي لا منهجية علمية لها وهي غير مقبولة في الوسط العلمي الأكاديمي.

يتبع...

/جيزل فرح طربيه/

Social media khoddam El rab
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.