هل يحتاج يسوع إلى شفاعة مريم ؟


يتحدّانا الذين ينكرون شفاعة مريم بقولهم إن يسوع ليس بحاجة إلى شفاعة مريم فلا وجود لهكذا شفاعة.

وهذا جوابنا :

في عرس قانا، عرف يسوع قبل مريم أن الخمر قد نفد وكان بإمكانه أن يجترح الآية من دون وساطتها.
وكان يعلم أنّها ستأتي إليه لتطلب آية فهي بقولها : "ليس عندهم خمر" لا تطلب أن يرسل تلاميذه ليبتاعوا خمراً ، وهو فهم أنها تطلب منه معجزة بدليل جوابه "لم تأتِ ساعتي بعد".

رغم معرفة يسوع سلفاً بنفاد الخمر فهو لم يجترح الآية من تلقائه، لأنه أراد والدته الكليّة القداسة أن تأتي إليه وتطلب أعجوبة، وأن تحدث الأعجوبة بناءً لطلبها، وبهذا يعلن قوّة شفاعتها.

وبإستجابته لطلبها في إنجاز أولى آياته يعلنها شفيعة للعروسين وشفيعة للعالم.

هذه الشفاعة منوطة بطاعة مزدوجة : الطاعة لمريم والطاعة ليسوع.
فمريم أصدرت الأمر إلى الخدم، وكان عليهم أن يطيعوا ما أمرتهم به.
وما أمرتهم به هو :
"مهما قال لكم فاعملوه".


فعليهم إذن أن يطيعوا كلام مريم، وأن يطيعوا يسوع في ما يأمرهم به.

وكلام مريم للخدم يدلّ على أنّها كانت تعلم أن يسوع لن يرد شفاعتها، وأنّها كانت تؤمن أنّ إبنها قادر على كل شيء، وكانت تعلم بأي طريقة سوف يجترح الآية.


فمغزى الكلام أنّ يسوع جاء عمداً إلى عرس قانا ليعلن والدته الكليّة القداسة شفيعة لنا ويبيّن لنا أنّها تعرف حاجاتنا وتشفع لنا عند إبنها قبل أن نسألها.

فإنّ أحداً في العرس لم يسالها أن تشفع لدى يسوع لأن أحداً لم يكن يعلم أنه قادر على إجتراح العجائب، وهي شفعت للعروسين عند إبنها من تلقائها.


ومغزى الكلام أيضاً أنّ شفاعة مريم لنا عند إبنها منوطة بطاعتنا لها وإبنها، مع الإشارة إلى أنّ مريم تأمرنا كما أمرت الخدم أن نطيع إبنها.

فالأعجوبة تحقّقت بطاعة الخدم لمريم وليسوع معاً.

مع التأكيد أنّ شفاعة مريم سر عجيب لا تدركه عقول البشر، وهي تشفع لهم كما تشاء بسلطان الشفاعة الذي لها، بصفتها والدة الإله ومثال الإيمان والطاعة والمُحبّة للبشر.

فيا مريم الكليّة الطهر والقداسة، والشفيعة الحارّة التي لا تردّ شفاعتها، تشفّعي لنا عند إبنكِ يسوع ربّنا وإلهنا، له المجد ولك الطوبى إلى الدهور. آميـــــــن.



/الأب أنطوان يوحنا لطّوف/
#خدّام الرب

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.