HTML مخصص
هل صحيح أنّ العذراء لا تُعطي قوة وليس عندها قوّة من ذاتها بل إن قوتها من يسوع؟



١. أنا كاهن تلقيت من المسيح والرسل سلطان حلّ الناس من خطاياهم.
فأنا أمتلك "قوة" لهذا الفعل.
والقوة ليست مني بل أخذتُها من الرب يسوع.
لكن في نفس الوقت عندي إستقلاليّة تامّة في أن أمارس هذه القوّة من دون الرجوع إلى الربّ لآخذ منه الموافقة.
فالسلطان المُعطى لي هو مُطلَق.
"كلّ ما تحلّونه على الأرض يكون محلولاً في السماوات."
ولم يضع الرب أي شروط عندما أعطى الرسل والذين بعدهم هذا السلطان.
فأنا ككاهن ليس عندي أي قوّة من ذاتي، لكني في الوقت عينه تلقيتُ قوةً وسلطانًا مُطلقَين وغير مشروطَين بأن أمارس تلك القوة وذلك السلطان بإستقلاليّة تامّة وحريّة كليّة.
فأحلّ الخطايا بحسب تمييزي وملء إرادتي الحرّة.
ولا ينتقص من قوّتي المُطلقة ومن سلطاني المُطلق القول إنّي لا أمتلكُهُما في ذاتي.
ولن يمنعني ذلك القول من ممارسة قوّتي وسلطاني الذي أوكله الله إليّ.
فيكون ذلك كمن يقول للقاضي مثلاً انت لا تمتلك قوتك من ذاتك.
فهذا القول لن يفيد في شيء ولن ينتقص من قَدْر القاضي في شيء، ولن يُنكِر السلطان المعطى له من الدولة ولن يعرقل ممارسته للقوة التي يمتلكها، حتى ولو أنّها ليست منه.

٢. وقياساً، العذراء ليست إلهاً.
فالوحيد الذي يمتلك قوّة من ذاته، ويعطي قوّة من ذاته هو الله.
وقد أعطى الله مريم قوّة الشفاعة، وشفاعتها لا تُرَدّ.
وإذا كان الكاهن والقاضي والشرطي يمارسون سلطانهم بقوّة كليّة وسلطان كليّ وحريّة كاملة وإستقلالية كاملة في الإرادة، فكم بالأحرى مريم العذراء؟ نعم، قوّتها ليست منها لأنها ليست إلهاً.
قوّتها من الله، لكنها تمتلك كامل القوّة وكامل السلطان لأن تمارس شفاعتها كما تشاء، وأن تمارس قوّتها وسلطانها كسلطانة للسماء والأرض، وأم الكنيسة وأم المؤمنين، كما تشاء، بسلطان كليّ وحريّة إرادة تامّة وإستقلاليّة مُطلَقة، ولن ينتقص من قدْرها في شيء القول إنها لا تملك قوة من ذاتها.

٣. أما القول إنّها لا تعطي قوّة من ذاتها فليس صحيحاً.
فبشفاعتها تعطي القوّة للمرضى فينالون الشفاء.
وبشفاعتها دافعت عن المدن ونصرت الجيوش المسيحية.
وهي قرّرت بملء إرادتها أن تظهر في لورد وفاطيما وغوادالوبي وغيرها من الأماكن، وبفضلها صار بعض الذين ظهرت عليهم قديسين.

٤. القول أنّ مريم لا تملك قوّة ولا تعطي قوّة من ذاتها لن ينتقص من قدرها ولا من شفاعتها في شيء.
إنّها والدة الإله الممتلئة نعمةً والبريئة من كل شبه خطيئة وأشرف خلق الله المُعدَّة من قبل بدء الأزمنة لتكون أمّ المخلِّص وسيِّدة العالمين.
والإنعامات المعطاة لها لتوزّعها على البشر مدى الدهر أكبر من حاجاتهم مجتمعين بلا قياس.

شفعاعتُها الدّائمة معنا. آميـــــــن.

/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/
#خدّام الرب

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.