HTML مخصص
مُعْجِزَةٌ للسّيّدة العذراء ...


"لماذا أنْتِ نائِمَة"


شابٌّ محبٌ للرَّهبَنَةِ دخلَ الدّيرَ ففرِحَ والدُه كثيراً بذلك أمّا والدتُه فكانتْ متعلّقَةٌ جدّاً بهِ، حَزِنَتْ لفِراقِه بعدَ أنْ فشلتْ محاولاتٌها لمنْعِه.

ومنْ فَرْطِ حزْنِها أُصيْبَتْ بشَلَلٍ كامِل ... ظلَّ ابنُها داخِلَ الدّيرِ ثابِتاً في تكريْسِه يصَلّي منْ أجلِها. وفي أحدِ الّليالي، بينما الأمُّ نائمةٌ وبجوارِها إبنِها الأصْغَر ملأَ النّورُ الغرفةَ فإستيقظتْ هيَ وابنُها لتجدَ أمامَها العذراءَ مريم تُمْسِكُ بيدٍ إبنَها الرّاهبَ.

ثم قالتْ لها العذراءُ: إنَّ إبنَك أصبحَ إبني عندما دخَلَ الدّير.

فخَجِلَتِ الأمُّ وخافتْ من كلامِ العذراءِ الحازِمِ وقالتْ لها لتكُنْ إرادةُ الله.

ثمّ قالتْ لها العذراُء لماذا أنتِ نائِمةٌ قومي... 

فقالتْ لها لا أستطيعُ لأنّي مَشْلولَة.

فقالتْ لها بحزمٍ... قومي.

فقامَتِ الأمُّ منْ فِراشِها ووقفتْ صحيحةً تماماً وعرفَ أهلُ البيتِ ما حدثَ فشكروا الله وذهبوا جميعاً إلى الدّيرِ برضَىً وعندما رآها ابنُها الرّاهب تمشي فرِحَ ومجّدَ اللهَ وهذا الامرُ أعطاهُ هدوءاً لينطلِقَ متمتِّعَاً بتكريْسِه.


عندما تُقَرِّرُ أنْ تحيا مع الله، فلا تضطربُ منَ المعَطّلاتِ الّتى يضعُها إبليسُ في طريقِكَ سَواءَ منْ إعتراضاتِ المحيْطيْنَ بكَ أو اسْتهْزائِهم أحياناً أو محاولةِ إقناعِكَ بعكسِ سلوكِكَ الرّوحيّ لأنّهم لو كانوا اختَبَروا محبَّةَ اللهِ، لما حاَولوا تعطيْلَكَ، فكنْ ثابِتاً وصلّي من أجلهِم.

وإْن حاربتْكَ أفكارُ تشكيْكٍ داخلك فلا تسمع إليها لأنّ *طريقَ اللهِ هو الطّريقُ الوحيدُ لخلاصِكَ وسعادتِك وليس مباهجَ العالمِ الّزائلةِ، لذا أعْطِ لنفسِكَ فرصةً للنّموِّ الرّوحيّ فتزيْدُ الوقتَ الّذي تقضيْهِ معَ اللهِ في العِبادةِ والخِدمةِ حتّى يتحرَّكَ قلبُكَ لوجودِكَ الدّائمِ معَه.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.