HTML مخصص
الجندي والعذراء مريم


قصّة حقيقيّة أخبرها القديس بطرس سلستينوس، من كتاب “أمجاد مريم” لمعلّم الكنيسة الكبير القديس “ألفونس دو ليغوري” عن الجندي والعذراء مريم

 

كان هناك جنديّ رديء السيرة (عائشًا في الخطيئة) يكرّمُ هذه السيدة يومياً ببعض عباداتٍ.

تألّم هذا الجندي يومًا مِن شدّة جوعه ولِعدم حصوله على شيءٍ يَقتاتُ به، قد ظَهرت له والدة الإله مريم المجيدة، وقدّمت أمامه بعض الأطعمة الفاخرة جداً، ولكنّها موضوعةٌ ضمن وعاءٍ كريه المَنظر مِن شّدة أوساخه، حتى أنّ الجندي مع حال كونه جائعاً جداً، لم يمكنه أن يتناول من تلك الأطعمة شيئاً، ثم قالت له:

“أنا هي مريم والدة الإله أتيتُ لأسعفك في حال جوعك”.

فأجابها الجنديّ قائلاً :

“لكنّني لا أقدر أن آكل من الأطعمة في هذا الإناء الكريه الوسخ"

فحينئذٍ قالت له هذه السيّدة :

“فكيف إذاً أنتَ تريد مني أن أقتبل عبادتك لي المصنوعة مِنك في حال وجود نفسك ملطّخةً بثِقل الرذائل ؟؟ “

فالجنديّ عند سماعه هذه الكلمات رَجع إلى الله تائباً، وإنفرد في القفر سائحاً مّدة ثلاثين سنةً. 

وساعة موته ظَهرت له ثانيةً والدة الإله وأقادت نفسه إلى الحياة الأبديّة. 

هذه هي حالنا عندما نكرّم العذراء ونستمرّ في خطايانا دون نيّة التوبة والإمتثال بفضائلها (التواضع_ المحبة_ الطهارة_ الحشمة_ الوداعة_ الإماتة_ الصبر_ المسامحة...) فيكون تعبّدنا لها باطلاً بل ومرفوضًا!!


{القديس الفونس}

من كتاب أمجاد مريم

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.