HTML مخصص
27 Aug
27Aug
إعلان خاص

بصوت الخوري جان بيار الخوري :

كان موسى رئيساً على زمرة من اللصوص حتى بلغ الثلاثين من عمره، إلى أن هداه الله على يد أحد السياح، فظهرت له فظاعة حياته وتاب توبة حقيقية، متنسكاً، ممارساً الفضائل ببطولة.

رسمه تاوفيلوس بطريرك الإسكندريّة كاهناً.

قتله البرابرة عام ٤٠٠

صلاته معنا. آمــــــــــــين.





وفيه أيضاً :

تذكار القديس أغوسطينوس ملفان البيعة



وُلد أغوسطينوس سنة ٣٥٤، في مدينة تاغستا، شمالي إفريقيا، من والدين مسيحيين، بتريسيون ومونيكا.

تلقّن العلوم العالية على أساتذة وثنيين فمحوا من ذهنه ما كان قد تعلمه من مبادئ الديانة المسيحية.

أتمّ دروسه العالية في قرطاجا، فتفوّق على أقرانه وهو في التاسعة عشرة من عمره.

وكان طموحاً إلى المجد والغنى، ولوعاً بمطالعة كتب الفلاسفة الوثنيين وشعرائهم.

إستسلم إلى شهوات الجسد، وإنتحل طريقة المانيِّين المنكرين الوحي والمعتمدين على الفلسفة الطبيعية وقوّة العقل البشري.

ورأى في تلك الطريقة ما زاده توغلاً في المفاسد والشرور.

وكانت والدته مونيكا تبكي وتتضرع إلى الله لأجل إهتداء إبنها.

فإستجاب الله صلاتها، وكشح عن عقل أغوسطينوس ظلمات الضلال.

فنبذ المانيِّة وفسادها ظهرياً، لأنها لم تكن لتشبع عقله وقلبه المتعطشين إلى ينبوع الحقيقة والمحبة الصافي.

وقد حمله على التوبة مثل المتوحّدين ولا سيما حياة القدّيس أنطونيوس الكبير فقال لصديقه أليبيوس :

"هؤلاء البسطاء يرثون السماء ونحن العلماء نلهو بأباطيل الارض؟"

ثم خرج يبكي خطاياه ويأسف على سيرته الماضية.

قصد القديس أمبروسيوس الذي كان يسترشده يوم كان تلميذاً في ميلانو، فمنحه سر العماد المقدّس وهو إبن ٣٣ سنة.

أمّا أمّه مونيكا فطار قلبها فرحاً على إهتداء إبنها، ثم رقدت بالرب بين يديه.

وإنكبّ على أعمال التوبة ومطالعة الكتاب المقدّس والتأليف، فرسمه فاليريوس أسقف إيبونه كاهناً سنة ٣٩١ وأقامه مساعداً له.

ولمّا توفّي فاليريوس، خلفه أغوسطينوس على كرسي الإسقفيّة.

فأخذ يعيش عيشة الراهب الناسك.

شيّد للرهبان ديراً قضى فيه حياته كلّها.

كما أنشأ ديراً للرهبات، كانت أخته رئيسة عليهن.

وقام يكافح الدوناتيين فأفحمهم وردّ منهم كثيرين إلى الحقيقة، كافح هرطقة البيلاجيين الناكرين النعمة ومفاعيلها والخطيئة الأصليّة.

لُقِّبَ "باللاهوتي وكوكب العلماء وزهرة المدارس وعمود الكنيسة ومَفزعة المبتدعين".

وقد أنشأ أغوسطينوس الكنائس والمستشفيات والمياتم.

وكان عَطوفاً كل العطف على الفقراء والمرضى.

وقد أضطر مرّة أن يبيع آنية الكنيسة ليقدّم ثمنها جزية عن بعض الأسرى ، وأعماله الخيريّة لا يحصى لها عد.

وكفى بكتاب إعترافاته الشهيرة دليلاً على عمق تواضعه... وفي تأمّله بسرّ التجسّد كان يقول :

"يا ربّ، من لا يعبدك كمبدع المخلوقات، يستحق جهنم، ولكن من لا يعبدك بعد أن تجسّدتَ وتألّمت ومتّ لأجله، فإنه يستحق جهنماً أخرى أشدّ عذاباً".

وأنهى هذا القدّيس العظيم حياته في معركة ملكوت المسيح في ٢٨ آب سنة ٤٣٠، وله من العمر ٧٦ سنة.

وقد أغنى الكنيسة بما تركه من المؤلّفات التي تربو على ١٢٠ كتاباً ما عدا الرسائل النفيسة.

وأنشأ رهبانيّة تعدّ أكثر من مئتي جمعيّة من رهبان وراهبات ينتمون إليه ويسيرون بموجب القوانين والفرائض التي وضعها.


صلاته معنا. آمــــــــــــين!



#خدّام_الربّ

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.