وأنت يا أخي، ألا تحتد روحك فيك إذ ترى العالم الدهري من حولك مملوءاً بدعاً وأصناماً؟؟
ألا تحترق غيرة على بيت الله لمّا تراه فارغاً إلاّ من بعض العجائز والشيوخ والأرامل، أو من بعض الشبيبة غير المحتشمة، المهملة، المتهكّمة غير المبالية؟؟
ألا تحزن لمّا ترى المسيحيّين من حولك يستشيرون المنجّمين والعرّافين وقارئي الكف وأوراق التارو، أو مثل المخدّرين النائمين المتأمّلين في وضعيات اللوتس وحركات المودرا؟؟
ألا تتحسّر على بنات الله المنفوخات بالبوتكس، المتسربلات بالأقمشة الممزّقة، المدروزة أجسامهن بتاتو الأوثان والأصنام؟؟
وأبناء الله المزيّنة رقابهم بالمسابح دون أن يصلّوها، المتعصّبين لمسيحيّتهم دون الجوهر، السبّابين الشتّامين المتمرّدين على والديهم؟؟
ألا تتحسّر على المسيحيّين الذين يختارون المساكنة والزواج المدني بكل حماس، الذين لا يعمّدون أولادهم، الذين يجهلون أبسط مبادئ إيمانهم بحجّة فساد الإكليروس ورجعيّة تعاليم الإنجيل ؟؟
ألا تحزن لمّا تجول مدينتك فتراها مزيّنة بتماثيل البوذا وأقنعة الأفارقة، وصور الزعماء العملاقة، تحكمها حفنة من الإقطاعيّين الفاسدين، الآكلين خبز الأرملة واليتيم، لها نوّاب مسيحيّين يطالبون بتشريع كل ما يناقض حق الله؟؟
ألا تحتدّ روحك مثل بولس الرسول في مدينة أثينا المليئة بالأصنام؟؟
إذاً فأحمل إنجيلك وبشّر بفرح الإنجيل :
"توبوا لقد إقترب ملكوت الله!"
/جيزل فرح طربيه/