HTML مخصص
16 Jun
16Jun

قد يتساءل البعض ما معنى التطواف بالقربان المقدّس في المدن والقرى المسيحية التي تحتفل بعيد الجسد الإلهي منذ قرون عديدة دون إنقطاع؟ أو بمعنى آخر ما الفائدة الروحيّة منه؟ وقد يحتج البعض الآخر معتبراً أنّ ممارسة الإيمان المسيحي لا تكون بالتظاهر وحشد المؤمنين بالشوارع والساحات!!

وأنّ العبادة تكون داخل الكنائس للإفادة الروحية منها..

لنعلم أولاً أن التطواف بالقربان لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة أعجوبة حصلت في القربان المقدس سنة ١٢٦٣ في عهد البابا أوربانوس الرابع، في قرية بولسينا - إيطاليا.

بينما كان الكاهن يكمل خدمة القداس أمام الشعب في كنيسة القديسة خريستينا، شك بعد التقديس الجوهري في صحة وجود جسد المسيح.

فلما قسم القربان المقدس إلى جزءَين جرى منه دمٌ حيٌّ وصبغ أقمشة المذبح كلها.

فلأجل هذه العجيبة العظيمة رسم البابا أوربانوس الرابع بأن يعيّد في كل سنة عيدٌ لإكرام القربان المقدس، ودُعي بعيد "جسد الرب" وذلك في يوم الخميس الثاني بعد العنصرة.

أما الهدف الأساسي من هذا العيد فهو تثبيت الإيمان بالتحوّل الجوهري للخبز أثناء الإحتفال بالذبيحة الإلهيّة إلى جسد ودم المسيح ليصبح مأكلاً ومشرباً حقيقياً كما أمر الرب يسوع ليلة العشاء السري تلاميذه حين قال لهم "خذوا كلوا هذا هو جسدي، خذوا اشربوا هذا هو دمي".

وأمر البابا المذكور جميع المسيحيين التطواف بالقربان المقدّس في كل المدن والقرى بكل ما يقدرون عليه من الإجلال والتكريم.


أضرم يا رب في قلوبنا الشوق الدائم إلى تناول جسدك المقدّس لمغفرة خطايانا وللحياة الأبديّة.

بارك مدننا وقرانا، بارك شوارعنا بما فيها من بيوت ومحلات وشركات ومصانع، أبعد عنا كل أذى، إشفِ مرضانا بفيض رحمتك، خفف عنا آلام الأمراض الجسديّة والنفسيّة والإجتماعيّة، إرمِ الصلح والسلام بين العائلات، أعضد كنيستك كي تبقى "علامة حب" في العالم أجمع. آميـــــــن.

يا دواءً لعدم الموت إرحمنا. آميـــــــن.

عيد مبارك

/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.