07 Dec
07Dec

أوصاهم المسيح ألّا يخبروا باقي التلاميذ أو الجموع بمنظر التجلّي إلّا بعد قيامته من الأموات، وذلك لأن السامعين لن يصدقوا، وسيثير ذلك الكتبة والفرّيسيّين ضدهم، إذ يظهروا أمامهم كاذبين، مُدَّعين أمورا غير حقيقية في نظرهم.

وإن صدّق البعض كلامهم، قد يقودهم هذا إلى تثبيت فكرة المُلك الأرضى الذي يتمنونه، فيبتعدون عن المُلك الروحي السماوي الذي يقصده المسيح.ولكن، بعد القيامة، يكون منظر التجلي مؤيِّدا للاهوته، ثم يتأكدوا من ذلك أكثر بعد حلول الروح القدس عليهم، أي بمعونة الله.

* المسيح مستعد أن يتجلى أمامك إن كنت ترغب في ذلك، بل هو يتجلى فعلا، ولكنك قد لا تلاحظه لأجل كثرة انشغالاتك المادية، فهو يحدثك من خلال الكتاب المقدس وإرشادات الكنيسة، بل من خلال أحداث الحياة وتعليقات المحيطين بك، وبطرق متنوعة يدعوك للتوبة ومعرفته والحياة معه.

وكلما أصغيت باهتمام، يزيد ظهوره لك بطرق بسيطة واضحة، فتتمتّع بعشرته دائماً..

فيما كان التلاميذ الثلاثة نازلين من على الجبل مع المسيح، وكان هذا مع الفجر، إذ أن التجلي قد حدث غالبًا ليلا، لأن لوقا الإنجيلى يذكر أيضًا أنهم عندما نزلوا من الجبل في اليوم التالي، أي بعد انقضاء الليل (لو ٩: ٢٨-٣٧)، سألوا المسيح عما يقوله الكتبة أن إيليا ينبغي أن يأتي ثانية على الأرض، فهل تم هذا بتجلى المسيح على الجبل، أم أنه مجيء آخر، لأن إيليا لم يمت، بل صعد حيا إلى السماء؟

وقد ذُكر مجيء إيليا الثاني في نبوة ملاخي (ملا ٤: ٥).
أكّد المسيح أنّ إيليا سيأتي ثانية ليدعو الناس إلى التوبة، وسيحدث هذا قبل يوم الدينونة مباشرة، وسط هياج الشر، ليعيد الناس إلى الإيمان، في آخر فرصة متاحة للبشرية قبل الدينونة.
أشار المسيح هنا إلى مجيء إيليا الروحي، حيث أتى يوحنا المعمدان بنفس طباع إيليا، أي التجرد من الماديات، والقوة في إعلان الحق. وقد تألم المعمدان من مقاومة الكتبة والفرّيسيّين له، مثلما يفعلون بالمسيح ابن الإنسان، ولم يعرف اليهود أن يوحنا قد أتى بروح إيليا، أي بنفس طباعه.

"عملوا به كل ما أرادوا": أي قاوموه وسُرُّوا بقتله، فمع أن القاتل هو هيرودس، ولكن لولا مقاومة رؤساء الكهنة له، لما استطاع أن يقتله لأنه كان يخاف من الشعب.

"فهم التلاميذ": لم يفهم التلاميذ إلا عندما شرح لهم تفاصيل إعداد يوحنا الطريق له، فعلموا أن الكلام عن يوحنا الذي أتى بروح إيليا.

* الله ينبهنا للتوبة بطرق كثيرة مهما كان شرنا، فليتنا نتجاوب مع نداءاته سريعا، فهو أب حنون سيسندنا ويعطينا القوة لرفض إغراءات الخطية.


/خادم كلمة الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.