HTML مخصص
28 Nov
28Nov

وهل للقلب عيون كأنّه شخص أو كيان في ذاته؟

في الفكر الآبائي يشير القلب إلى كيان الإنسان كلّه، البشريّ، ومركز وحدة القدرات، وإذا جاز التعبير، هو كرسي الأنا.
بالنسبة لأغسطينوس هو موضع الله الذي يقيم في أعمق أعماقي (intimior intimo meo).

وإنطلاقًا من هذا التعبير نفهم أنّ معرفة الله تتطلّب نوعًا من التحوّل والإرتداد في الفكر.

هو "النوس"، الموضع الأكثر حميمية في الإنسان، موضع صورة الله فيه، المحور الروحيّ.
القلب إذًا بحسب هذا المعنى الوجدانيّ والروحيّ لا يوجد في أي من أعضاء الإنسان، هو ليس ذلك العضو النابض في الصدر بين الرئتين، بل هو ذلك الواقع الذي يشكّل محور كامل الوجود الشخصي.

إنّه محور الوحدة حيث تتلاقى كل خيوط دائرة كيان الإنسان.

يقول الربّ :

"سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا"
(مت ٦: ٢٢)


و يقول أيضًا :

"لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ."
(متى ١٥: ١٩)

ويطوّب الربّ أنقياء القلوب لأنّهم يعاينون الله (مت ٥/ ٨)

أنر يا ربّ عيون بصيرتي فأعاين رسومك وأحفظ فروضك وأعمل بحسب مشيئتك لمجد إسمك !


/جيزل فرح طربيه/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.