HTML مخصص
22 Nov
22Nov

طبعاً المقصود بالمرأة هنا هي العذراء مريم التي حملت يسوع في بطنها وأرضعته من ثدييها، فكانت أحشاؤها أول بيت قربان متحرك سكن فيه المسيح الكلمة تسعة أشهر ومن ثم بزغ منها كما الفجر، وأضاء الدنيا بالحق مغيراً مجرى التاريخ.

إنّ أحشاء العذراء مريم كانت طاهرة قبل الميلاد وفيه وبعده ولذلك استحقت الطوبى، ولأنها سمعت كلام الله عندما وافقت على مغامرة الحب معه دون قيد أو شرط، حاملة شعلة الحب في قلبها ولم تتوقف رغم سيف الحزن الذي خرق فؤادها على الصليب.

استحقت العذراء الطوبى لانها لم توزع الحزن ولم تذرف الدموع ولم تنشر اليأس بعد الصليب انما عملت على طرد الحزن من قلوب التلاميذ والكنيسة على مر العصور..

استحقت الطوبى لأنها خبيرة حب.. خبيرة في العائلة... خبيرة في السلام والشراكة والامانة...

استحقت الطوبى لأنها نشرت الفرح ولم تكن نذير شؤم ولا صاحبة وجه عابس أو نافرة من تحمل الم..

استحقت الطوبى لانها تحدت الالم والتعاسة والملامة واللامبالاة، حافرة في صخور المستحيل صلبان الحب والرجاء والالتزام الفعال بآلام كل مسكين في كل الارض.

استحقت الطوبى لأنها شريكة يسوع، وحيدها، في استمرار عرس البشرية كما فعلت في عرس قانا وعرس الصليب وعرس كل منا في كل زمان ومكان.

فالسلام عليك "أيتها الملكة ، أمّ الرحمة والرأفة ، يا حياتنا ، حلاوتنا، ورجاءنا.

إليك نصرخ نحن المنفيين أولاد حواء، و نتنهّد نحوك نائحين وباكين ، في هذا الوادي ، وادي الدموع.

فلذلك يا شفيعتنا، انعطفي بنظرك الرؤوف نحونا، وأرينا بعد هذا المنفى، يسوع ثمرة بطنك المباركة.

يا حنونة ، يا رؤوفة ، يا حلوة ، يا مريم البتول".

صليّ لأجلنا يا والدة الله القديسة ، لكي نستحق مواعيد المسيح. آميـــــــن.

نهار مبارك


/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.