HTML مخصص
16 Nov
16Nov

يكمل يسوع مقارعته لليهود، مظهرا لهم بشكل جذري الفرق الكياني العميق بينهم وبينه، وبينهم وبين أتباعه فيما بعد، وبين أتباعه الذين يحملون راية المحبة في العالم وكل الذين يحملون الرايات السود وبيارق الموت في كل بقاع الارض.

كفّر اليهود يسوع وأهدروا دمه لانهم أولاد ابليس، تبعوا رغبات وشهوات والدهم وهي قتل الابرياء بعد تكفيرهم وقذفهم بأحكام الاعدام باسم الله زورا وكذبا.

واليوم في مسيرتنا نحو الميلاد يضعنا يسوع أمام هذه الحقيقة الكيانية ويسأل كلٌ منّا ماذا تعمل؟! وبهدي من؟! ومن هو ملهمك؟! ومن هو مرجعك في الخيارات البسيطة والمعقدة؟! فمن كان من الله يعمل أعماله، فالاعمال الظاهرة والخفية هي هوية كل إنسان ويبقى كل شيء خارج هذه الحقيقة إدعاء زائف!!!"فقالَ لهُم يَسوعُ لَو كانَ اللهُ أباكُم لأحبَبتُموني" الله محبة هذه هي طبيعته، ومن ينتمي إلى الله ينتمي إلى طبيعته والمحبة تكون طبيعته. والمحبة صعبة وثقيلة تحرق الانا لا يحملها سوى أبناء الله.

المحبة ليست خيار فالإنسان يختار السلوك المتوفر لديه وأبناء إبليس ليست لديهم المحبة فهي خارجة عن طبيعتهم وطبيعتهم فارغة من المحبة لذلك يقتلون المحبة في الآخرين لأنها غريبة عن طبيعتهم ولا يجذبهم سوى القتل العمد المشروع حسب شريعة أبيهم ورغباته. "فأنتُم أولادُ أبـيكُم إبليسَ، وتُريدونَ أنْ تَــتَّبِعوا رَغَباتِ أبـيكُم، هذا الذي كانَ مِنَ البَدءِ قاتلاً".

في مسيرتنا نحو الميلاد وفي ظل الظروف الصعبة التي نعيشها والوضع الاجتماعي الخطير وانسداد الأفق على كل الأصعدة واستفحال الشر والكذب وقتل الحقيقة هناك بارقة أمل وحيدة وهي انتظار الخير من أهل الخير، فالدنيا لا تخلو من أهل الخير ولو "خليت لخربت".

في مسيرتنا نحو الميلاد سنشعر بعصفٍ من الحب يقتلع أعمال أبناء إبليس " لأنْ لا حَقَّ فيهِ. وهوَ يكذِبُ، والكَذِبُ في طَبعِهِ، لأنَّهُ كَذَّابّ وأبو الكَذِبِ" وينشر الرجاء الأبيض في القلوب ويهدي النفوس البشرية المضطربة إلى سبيل الخلاص.


المجد لله في العلى وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر هذه هي الحقيقة.

نهار مبارك


/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.