اليوم عيد جميع القديسين الغير معروفين، الذين عاشوا حياة القداسة وفقا لطريقة المسيح التي اختصرها بالتطويبات.
فمن هو قديس التطويبات؟"السالك طريق الكمال وفاعل البر" (مزمور 15 /2), ما أحوجنا اليوم الى رجال الاستقامة هؤلاء الذين يعملون ما يقولون؟ هل يعقل أن ترغمنا الظروف على التلون والتنكر للحق والبر؟ هل حقا أن حجة "مشغول" تبعدنا عن الكنيسة؟
"من بلسانه لا يغتاب.." (مزمور 15 / 3)
في زمن التواصل السريع بين الناس وسهولة انتقال الاحاديث والرسائل الشخصية، نحن في أمس الحاجة الى الصدق.
ألا تشوه النميمة سمعة الاخرين وتدمر صورتهم؟ أليست الكلمة الجارحة أشد ألما وايذاء من حد السيف؟ كم من العلاقات بين الاصدقاء والاقارب دمرت, وكم من العائلات انكسرت وبيوت خربت من جراء النميمة واغتياب الاخر والتجريح به؟ الا تدمر الكلمة الجارحة شخصية أبنائنا وتخلق منهم جيلا عنيفا لا يحسن اللطف والتعقل والانفتاح؟
"بصاحبه لا يصنع شرا.."(مزمور 15 / 3) لو كان بيدنا ميزان لقياس الاضرار التي يسببها الاصحاب لبعضهم البعض جراء الغيرة والتخاصم والتحزب والتحجر ستكون النتيجة خيالية.
لكن بيدنا ارادة الالتزام من أجل خير الاخر والدفاع عنه في غيابه قبل حضوره حين يكون في موضع الاتهام، لا بل تحسين صورته من خلال تفهم ظروفه ووجهة نظره.
" ان أقسم ... لا يغير.." (مزمور 15 / 4). الرجل البار اذا قطع عهدا التزم به واذا وعد وفى، واذا تكلم صدق.
انه لا يغير قراراته حسب الظروف، بل يكون منسجما ومتصالحا مع نفسه ومع الاخرين.
كم من العهود تقطع على المذابح في هياكل الرب ومن ثم يتم التنكر لها ؟ والدليل هو الارتفاع المخيف فى دعاوى الطلاق في المحاكم الروحية.. أليست الامانة الزوجية تعتبر من الاعمال البطولية وربما النادرة في هذه الايام؟ أليس الصمود في المواقف والتضحية في المال والوقت والطاقة والذات هي صفات تضمحل شيئا فشيئا من بيوتنا عائلاتنا ورعايانا؟
" لا يقبل على البريء الرشوة.." ( مزمور 15 / 5).
الرجل البار لا يمكن شراؤه بالمال.. ربما يبتسم القارئ الآن لعلمه المسبق أن لا شيء في الدولة "يمشي" من دون رشوة.
هذه حقيقة مرة هو أن يحيد الرجل عن الحق لقاء المال ولكن الاكثر مرارة هو أن يبيع الرجل أقرب الناس اليه في السوق السوداء مستغلا الابرياء ومسببا المصائب والمآسي لهم.."اللهم احفظني فاني بك اعتصمت... أنت سيدي ولا خير لي سواك...أنت كأسي وحصة ميراثي...أنت الضامن لنصيبي" (مزمور 16 / 1 – 2 و 5) إجعلني من قديسيك. آمين.
عيد مبارك
/الخوري كامل كامل/