تمسّك القرد بأنّ الجراحات الجسديّة أخطر من الكذب بينما أكّدت السلحفاة العكس !
إغتاظ القرد من السلحفاة فأمسك بمطواة وقال لها :
أتسمحين لي أن أجرحكِ مقابل أنّكِ تكذبين عليَّ ونرى أيّهما أشدّ ضرراً ؟؟
وافقت السلحفاة على ذلك فضرب القرد السلحفاه بالمطواة في قدمها.
أسرعت السلحفاة بإحضار أعشاب وضمّدت جراحها وفى اليوم التالي عادت إليه سليمه !
قبل مجيئها إليه إشترت السلحفاة قطعة لحم ضخمة وقطّعتها أجزاء صغيرة وقامت بشيّها وربطها في شجرة على شكل فاكهة !!!
قالت السلحفاة للقرد :
هل رأيت الشجرة الفريدة التي تثمر لحماً مشوياً ؟!!!
سخر منها القرد وقال لها :
إنّك لا تعرفين حتّى كيف تكذبين هل يُعقل أن تثمر شجرة لحماً مشوياً ؟
وهل تحضر نار وتشويه ؟؟؟
قالت له : تعال وأنظر!
سار معها القرد وإذ إقترب من الشجرة إشتمّ رائحة اللحم فقفز على أغصان الشجرة يتأمّل اللحم المشوي !
أسرعت السلحفاة تروي لكلب عن هذة الشجرة العجيبة فجاء إليها وكان الكلب الجائع ينبح بقوّة.
فإرتبك القرد وصار يلقي بقطع اللحم قطعة قطعة لكن جاءت الكلاب على رائحة اللحم المشوي وكانت تتسابق على أكل اللحم حتّى إنتهى كلّ اللحم لكن بقيت الكلاب تنتظر وهي تنبح متوقّعة من القرد أن يلقي لها من ثمر الشجرة العجيبة لحماً مشوياً !
لم يستطع القرد أن ينزل من على الشجرة ولم يكن قد ذاق قطعة واحدة من اللحم بسبب الخوف من الكلاب.
لم يأكل ولم يشرب لمدّة ثلاثه أيّام وفي اليوم الرابع جاء ذئب ضخم كان عابراً بجوار الشجرة فهربت الكلاب فرقد الذئب بجوار الشجرة ينتظر القرد المسكين ....
جاءت السلحفاة و تحدّثت مع الذئب : لماذا ترقد هنا؟
فإنّه قرد مسكين يموت من الجوع وعدم النوم وقد صار جلداً وعظماً ليس فيه لحم يؤكل ؟!
كاد القرد يموت فزعاً على فرع الشجرة وهو يتابع الحديث بين السلحفاة والذئب.
أخيراً ترك الذئب المكان ونزل القرد من على الشجرة منهك القوى تماماً !!..
إذ أرادت السلحفاة أن تتحدّث معه قال لها :
ليس فيَّ القدرة على الحديث ... لقد علمتُ أنّكِ صادقه.. الكذب أخطر بكثير من الجراحات الجسديّة .....
