HTML مخصص
19 Jun
19Jun

هو... رأيته في السوق كان كهلاً، يرتكز على عكّازه ، يمشى ببطء بين المارّة في وسط السوق المزدحم، تتقاذفه المارّة بكلمات عنيفة.

البعض قال :

"أسرع يا والدي هو ناقص أنت".

والبعض قال: "كفاك أنت تأخد زمنك وزمن غيرك ".

لم يعجبني كلامهم وتمنيت لو أستطعت أن أخرس ألسنتهم عن مضايقة هذا الكهل.

أمّا هو فكان يبتسم قائلاً لهم : لماذا كل هذا الإنزعاج والعصبيّة؟؟.

ومرّ في طريقه محاولاً أن يسرع لإرضائهم.

وتسألتُ لماذا تصرّف هذا الرجل هكذا.
هل لأنه من جيل سابق لنا.

جيل كل شيء عنده كان بطيء وهادىء ومريح.

فنحن في جيلنا نعاني إنّ عصرنا هو عصر السرعة وكل ما في عصرنا يصير أسوأ حتى إنّ الناس صاروا يكلّمون أنفسهم في الشوارع.

ولكن ما شدّني في هذا العجوز إنّه يمتلك شيء داخليّ جعله لا يتأثّر كثيراً بكلمات الناس المؤلمة.

هى... رأيتها فى السوق جالسة.
أمامها طبق وحيد من الجبن ، تقوم بالبيع منه تبدو عليها علامات الفقر الشديد.

ومع ذلك تعلو وجهها إبتسامة شاكرة، حقيقيّة ليست ذائفة ، وكأنها أغنى بائعة في السوق.

هو وهي لفتا إنتباهي ، وعرفت وقتها إنّ السلام والراحة يأتيان من داخل الإنسان ، وليس من الخارج.

هل وقفت مرّة خلف نافذة، تراقب سقوط المطر بشدّة ، ووجدت أنّ شدّة سقوط المياه على الزجاج تصدر صوتاً شديداً وأنت واقف خلف النافذة لا يصيبك ضرر؟

هذا ما يفعله السلام داخلك.

مهما كانت الصعوبات والتحدّيات ،فإنّ روحك تحيا في سلام يشعرك براحة تجعل نفسك تتقوّى في مواجهة هذه الصعوبات.

ونحن عندما نعيش بالقرب من الله نستمدّ الراحة و السلام منه لأنّه رئيس السلام.

وكما قال الكتاب :

"وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع"
(في ٤ : ٧)





#خبريّة وعبرة
/خدّام الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.