HTML مخصص
21 May
21May

أقام الشاعر الألماني ريلكه فترة في باريس.

و كان يمر صباح كل يوم في شارع مزدحم و هو ذاهب إلى الجامعة بصحبة صديقة فرنسيّة.

و كانت هناك متسوّلة تجلس جامدة كتمثال عند إحدى زوايا هذا الشارع.

و كان يراها دائماً في المكان نفسه، تمدّ يدها و عيناها تنظران إلى الأرض.

لم يكن ريكله يعطيها شيئاً ، بينما كانت صديقته تعطيها غالباً بضعة فرنكات.

و ذات يوم، سألته الشابّة الفرنسيّة مندهشة:

<< لماذا لا تعطي شيئاً لهذه المسكينة ؟>>

فأجاب الشاعر:

<< يجب أن نعطيها هديّة لقلبها و ليس ليدها >>

و في اليوم التالي ، مرّ ريكله و معه زهرة رائعة قد بدأت تتفتح ، ووضعها في يد المتسوّلة ، و تظاهر أنّه يتابع طريقه ، فحدث حينها ما لم يكن متوقعاً.

رفعت المتسوّلة عينيها، ونظرت إلى الشاعر، ثمّ وقفت بصعوبة و أمسكت يد الشاعر و قبّلتها، ثمّ مضت و هي تضمّ الوردة الجميلة.

و لم يرها أحد طوال أسبوع.

و في اليوم الثامن، عادت إلى مكانها المعتاد، ساكنة جامدة كما من قبل.

فسألت الفتاة الفرنسيّة :

<< ممّ عاشت كل هذه الأيام؟>>

فأجاب الشاعر:

<<من الوردة>>




عزيزي القارئ...


في الواقع ليس في الأرض سوى مشكلة واحدة و هي:

كيف نعيد للإنسانيّة معنىً روحياً ، و كيف نثير في العقل قلقاً.
من الضروري أن ترتوي الإنسانيّة من علُ ، وأن ينهمر عليها شيء كلحن خالد.

فنحن لم نعد نستطيع العيش للإهتمام فقط بالأكل و السياسة و الأرباح و التسالي.

إننا لا نستطيع التطوّر هكذا
(أنطوان دو سان إكزوبيري)




للتفكير:

ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .... ماهي الوردة التي تحتاج إليها لكي تحيا حياةً تليق ببشر؟



#خبريّة وعبرة
/خدّام الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.