HTML مخصص
03 Dec
03Dec

كان هناك أب يسعى إلى كسب قوت عيشه وإطعام أسرته.

سمع هذا الأب عن جزيرة مليئة بالألماس فقرّر الذهاب إليها.

ترك الأب مئونة تكفي أسرته لمدّة عام واحد.

بعد أسابيع من السفر عبر البحار ، تمكّن الأب أخيراً من العثور على الجزيرة ،وعندما رأى الألماس ، شعر ببهجة شديدة وبدأ يجمع الجواهر التي كانت ملقاة على الأرض مثل الحجارة ، وقبل أن يعود إلى أسرته بثروته الجديدة ، قرّر أن يحتفي بنفسه بوجبة في أفخم فندق في الجزيرة.

بعد أن إلتهم الأب وجبته ، أخرج إحدى ماساته وأعطاها للنادل كثمن للغداء ، رفض النادل الماسة كثمن للوجبة و أبدى تعجّبه وسأل الأب عما يفعله هنا في هذه الجزيرة، وشرح له أن الألماس ليست له أي قيمة في هذه الجزيرة ، وأنّ الشيء الذي له قيمة لديهم فعلاً هو دهن الدجاج ، و سأله النادل إن كان لديه أي دهن ، لأنّه السلعة الأعلى قيمة في الجزيرة ، و بالطبع لم يكن لدى الأب أي شيء يدفع به فاتورة الطعام ، وبالتالي إضطرّ إلى البدء في العمل لدى الفندق لكي يدفع دينه.

ألقى الرجل ما لديه من ألماس وبدأ العمل في المطبخ ، وبعد عدّة أشهر ، لاحظ مديرو الفندق كفاءته وقدرته على العمل الشاق وقاموا بترقيته.

وبعد عام تقريباً ، كان الأب قد دفع دينه وتمكّن من إدخار ما يكفي من دهن الدجاج لكي يصبح ثرياً جداً ، ومن ثم عاد إلى بيته ليبقى في صحبة أسرته .

عندما علمت أسرته بمقدمه خرجوا لمقابلته في الميناء ، ولكنّهم شعروا فوراً برائحة غريبة لدرجة أنّهم إضطرّوا إلى إغلاق أنوفهم.

فتح الأب الحقيبة وأخرج منها ما لديه من دهن الدجاج وقال لزوجته :
"أنظري لقد أصبحنا أغنياء".

أجابت زوجته مستنكرة :

"هل أنت مجنون ؟!! بعد سنة كاملة كل ما تعود به هو دهن دجاج ! أين الألماس ؟ إن الغرض الأساسي من رحلتك كان هو العثور على الألماس، هل نسيت ذلك ؟" .

هنا تذكّر الرجل رسالته الأصليّة ، فأدخل يده عميقاً في حقيبته وأخرج منها الألماسة الوحيدة الموجودة معه ، والتي كانت كافية لدفع الديون والبدء من جديد.




الخلاصة :

نحن في الغالب ننسى هدفنا الحقيقي في الحياة وننسى الأشياء التي نحمل لها قيمة فعليّة ، فتغيب مهمّتنا عن أعيننا ونبدأ في التشبّث بـ "دهن الدجاج" من حولنا ، وهي الأشياء التي تبدو مهمّة بشكل مؤقْت فقط ونترك الهدف الحقيقي في الحياة.

يجب على الأفراد والشركات أن يحدّدوا مهمّتهم وقيمهم بوضوح ويبقوا مخلصين لها ليصلوا إلى أهدافهم العليا.



#خبريّة وعبرة
خدّام الرب ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.