HTML مخصص
30 Nov
30Nov

يقول معلّم الّلغّة العربيّة :

في إحدى السنوات كنتُ ألقي الدرس على الطلاب أمام إثنين من رجال التوجيه لدى الوزارة .. الذين حضروا لتقييمي.

كان هذا الدرس قبيل الإختبارات النهائيّة بأسابيع قليلة !!

وأثناء إلقاء الدرس قاطعه أحد الطلّاب قائلاً :

يا أستاذ اللغة العربيّة صعبة جداً ؟؟!
وما كاد هذا الطالب أن يتمّ حديثه حتّى تكلّم كلّ الطلّاب بنفس الكلام وأصبحوا كأنّهم حزب معارضة !!

فهذا يتكلّم هناك وهذا يصرخ وهذا يحاول إضاعة الوقت وهكذا .... !!

سكت المعلّم قليلاً ثمّ قال :

حسناً لا درس اليوم.. وسأستبدل الدرس بلعبة !!

فرح الطلبة ، وتجهّم الموجّهان.

رسم هذا المعلّم على اللوح زجاجة ذات عنق ضيّق ورسم بداخلها دجاجة ثمّ قال :
من يستطيع أن يُخرج هذه الدجاجة من الزجاجة؟؟!!!

بشرط أن لا يكسر الزجاجة ولا يقتل الدجاجة !!!!!!

فبدأت محاولات الطلبة التي بائت بالفشل جميعها وكذلك الموجّهان فقد إنسجما مع اللغز وحاولا حلّه ولكن بائت كل المحاولات بالفشل ؟!!

فصرخ أحد الطلبة من آخر الفصل يائساً :
يا أستاذ لا تخرج هذه الدجاجة إلّا بكسر الزجاجة أو قتل الدجاجة.

فقال المعلّم : لا تستطيع خرق الشروط.

فقال الطالب متهكّماً :

إذاً يا أستاذ قُل لمن وضعها بداخل تلك الزجاجة أن يخرجها كما أدخلها.

ضحك الطلبة.. ولكن لم تدم ضحكتهم طويلاً !!

فقد قطعها صوت المعلّم وهو يقول :
صحيح.. صحيح.. هذه هي الإجابة !!

من وضع الدجاجة في الزجاجة هو وحده من يستطيع إخراجها.

كذلك أنتم !!

وضعتم مفهوماً في عقولكم أنّ اللغّة العربيّة صعبة .. فمهما شرحتُ لكم وحاولتُ تبسيطها فلن أفلح إلّا إذا أخرجتم هذا المفهوم بأنفسكم دون مساعدة كما وضعتموه بأنفسكم دون مساعدة !!

يقول المعلّم : إنتهت الحصّة وقد أُعجب بي الموجّهان كثيراً !!

وتفاجأتُ بتقدّم ملحوظ للطلبة في الحصص التي بعدها .. بل وتقبّلوها قبولاً سهلاً يسيراً!!




عزيزي القارئ...

هذه هي قصة ذلك المعلّم.

الطلّاب وضعوا دجاجة واحدة في الزجاجة، فكم دجاجة وضعنا نحن في حياتنا العلميّة و العمليّة وأوهمنا بأنفسنا بذلك ؟



#خبريّة وعبرة
خدّام الرب ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.