HTML مخصص
27 Nov
27Nov

قصّة من الواقع جاءت بكتاب ( سائح روسى على دروب الربّ )

يحكيها رجل كان أميراً :::


كنتُ أميراً غنيًّا أعيش عيشة فخمة لا أراعي الله فيها.

وكانت زوجتي قد ماتت فكنتُ أعيش مع إبني الَّذي كان وقتذاك قائداً في الحرس الإمبراطوريّ.

وفي ذات مساءٍ كنتُ أستعدّ للذهاب إلى حفلة رقص كبرى.

وعند ذلك ثرتُ غاضباً على خادمي وضربته على رأسه، وفي الصباح وجدتُ ذلك الخادم قد مات من إلتهاب أصابه في دماغه !..

وفى فترة هدوء ندمتُ على أنّي لجأتُ للعنف مع الخادم وقسوتُ عليه حتّى مات.

ولكنّي .....مع ذلك لم أهتمّ بهذا الموت.
ولم يهتمّ أحد به ... وراح الرجل !

ولكن بعد ستّة أسابيع أخذ الخادم يظهر لي في الحلم، كان يأتي لمضايقتي في كل ليلة ويؤنّبني بإستمرار قائلاً :

"أيّها الرجل الذي لا ضمير له لقد قتلتني!...."

ثمّ رأيته أيضاً أثناء يقظتي !!

وتكرّرت الرؤيا وزاد ظهورها حتّى كان الخادم فى آخر الأمر أمامي في كلّ حين !!

وفي النهاية صرتُ أرى في نفس الوقت الَّذي يظهر لي فيه خادمي أمواتاً غيره : رجالاً قدّمتُ إليهم الإهانة او نساءاً خدعتهنّ ..... وكانوا جميعاً يوجّهون إليَّ اللوم !! فلم تبقَ لي في الدنيا من راحة !!

حتى أنّني أصبحتُ لا أستطيع النوم ولا الأكل ولا القيام بأيِّ عملٍ ...

خارت قِواي وتهدّمت صحّتي فلصق جلدى بعظمي. !

وذهبتُ إلى كبار الأطبّاء أستشيرهم وأطلب الشفاء على أيديهم فخابت جهودهم !

فرحلتُ إلى خارج البلاد أطلب الشفاء وبعد ستّة أشهر لاحظتُ أنّه لا تحسّن في صحّتي بل على العكس تزايدت المناظر الرهيبة ظهوراً أمامي.

فعادوا بي إلى منزلي ميتاً أكثر منّي حيًّا !!

وصرتُ من ذلك الوقت أؤمن بوجود المطهر لأنّ روحي عرفت ّفي تلك الظروف عذابات المطهر كلّها وآلامه ولو أنّها لم تكن قد فارقت جسدي بعد !
ولكنّي رجعتُ إلى نفسي.!
وفهمتُ وأنا وسط تلك العذابات مقدار ما أنا فيه من رداءة وقباحة.

فندمتُ وإعترفتُ بخطاياي.

وأطلقتُ كلّ خدمي أحراراً ....ونذرتُ بأن أصرف ما تبقّى من عمري في أقسى الأعمال وان أتنكّر في ثياب الفقراء لكي أكون أحقر خادم لأقلّ الناس مرتبة !

وحالما صمّمت على هذا وعزمت عليه زالت الرؤيا.!

لقد تصالحتُ مع الله ! وأنتجت لي هذه المصالحة فرحاً عظيماً وتعزية لا أستطيع أن أصفها ....

وفهمتُ عندئذٍ أيضآ بالإختبار ما هو النعيم وكيف أنّ ملكوت الله كامنٌ في قلوبنا وسرعان ما شُفيتُ شفاءاً تامًّا.

وعند ذلك قمتُ بالوفاء بنذري وها قد مضى عليَّ خمسة عشر عاماً أطوف البلاد وأحياناً قدّمتُ نفسي للفلّاحين لأقدّم لهم بالأجر بعض الأعمال الَّتي تسمح بها قوّتي ....

وعرفتُ السعادة العظيمة وأنا وسط هذا الحرمان ... يا للسرور !
ويا لراحة الضمير !!
ما أجمل التوبة !.



#خبريّة وعبرة
خدّام الرب ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.