HTML مخصص
19 Nov
19Nov

يقول القدّيس بولس الرسول:

"أذكروا المقيّدين كأنّكم مقيّدون معهم، والمذلّين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد"
(عب ٣:١٣)


وَرَدَت هذه الآية الجميلة ضمن الوصايا الختاميّة في رسالة القدّيس بولس الرسول إلى العبرانيين.. وهي في مجملها وصايا تحثّ على التمسُّك بالمحبّة العمليّة..

فلماذا يطلب مِنّا الرسول أن نذكر المقيّدين بمثل هذه المشاعر الأخويّة الحارّة..؟!

هؤلاء يحتاجون أن نذكرهم في صلاتنا، ونهتمّ بخلاص نفوسهم قدر طاقتنا، ونقدِّم لهم شخص المسيح الذي يحرِّر من كلّ قيد..

نقدّم لهم الحُبّ والإرشاد وكلام الإنجيل المُحيي، بروح الإتّضاع والحكمة.



كان هنري ثورو Thoureau H البريطاني ثائرًا على نظام العبوديّة، فرفض دفع ضريبة الإنتخاب لدولة تساند العبوديّة.

أُلقي القبض عليه، ووُضع وراء القضبان، فأسرع إليه صديقه المخلص رالف والدو اميرسون Ralf Waldo Emersson يزوره في السجن، وكان يتطلّع إليه بنظرات مملوءة دهشة، كيف يُلقي بنفسه في السجن خاصّة وأنّه بهذا التصرّف أغلق على نفسه فرصة العمل لحساب المتألّمين.

في دهشةٍ قال الصديق :

"لماذا هذا يا هنري؟ ماذا تفعل أنت في داخل السجن؟"

في شجاعةٍ أجابه هنري :

"لا يا رالف، فإنّ السؤال يكون هكذا: ماذا أنت تفعل خارج السجن؟"

لست أقيِّم تصرّف هنري في عدم إشتراكه في الإنتخابات ، فهذا ليس عملي ككاهن، لكن ما أُعجب به ومنه، أنّ هنري شعر بالحريّة وهو وراء القضبان، لأنّه يشارك الذين تحت العبوديّة آلامهم.


كما يقول القدّيس بولس الرسول :

"أذكروا المقيّدين كأنكم مقيّدون معهم، والمذلّين كأنّكم أنتم أيضًا في الجسد."
(عب ٣:١٣).




عزيزي القارئ...


عوض أن ندين الساقطين نحسب سقطاتهم كأنّها سقطاتنا، ونرى ضعفنا الخفيّ في ضعفهم الظاهر، فنترفّق بهم ونعينهم بالصلاة والعمل، في حكمة وبحبّ.


مع كلّ إنسان يسقط أرى نفسي ساقطًا، أرى ضعف طبيعتي في أخوتي.
من يعيننا إلاّ أنت يا مخلّص العالم؟‍
من يسندنا إلاّ روحك الناريّ؟ من يشبع أعماقنا إلاّ أحضان الآب السماوي؟



#خبريّة وعبرة
خدّام الرب ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.