HTML مخصص
15 Nov
15Nov

كان رجلاً ينام ليلاً في كوخه عندما إمتلأت فجأة حجرته بالنور ، وظهر له الربّ ، وقال الربّ للرجل أنا لديّ عمل لك لتؤدّيه ، وأراه الربّ صخرة كبيرة أمام الكوخ ، وراح الربّ يشرح للرجل أنّه عليه أن يدفع هذه الصخرة بكل ما لديه من قوّة.


وهذا ما قد فعله الرجل، يوم بعد الآخر لسنوات طويلة كان يكدح من شروق الشمس حتّى غروبها، كان يضع كتفيه بقوّة على السطح البارد الضخم للصخرة التى لا تتحرّك.

وهو يدفعها بكل ما لديه من قوة.

وفي كلّ مساء كان الرجل يرجع لكوخه وهو حزين ، ممزّق ، شاعراً أنّ يومه كلّه قد ضاع هباء وحينما ظهر الرجل خائر العزم، فإنّ إبليس قرّر أن يظهر في المشهد بوضع أفكار في ذهن الرجل السئم الحزين : مثل "أنت ما زلت تدفع هذه الصخرة لمدّة طويلة جداً ، وهي لم تتحرّك قيد أنملة.
فلماذا تقتل نفسك من أجل هذا ؟
إنّك لن تستطيع تحريكها . "



وهكذا أعطى الرجل الإحساس أنّ المهمّة مستحيلة وأنّه حتماً فاشل.

وهذه الأفكار أخافت الرجل وأحبطت عزمه.

وقال لنفسه " لماذا أنا أقتل نفسي من أجل هذا العمل؟" أنا سأعمل ذلك في جزء من وقتي باذلاً أقلّ مجهود وهذا سيكون كافياً بدرجة جيدة . "

وصمّم الرجل أن يفعل هكذا ، حتّى قرّر في أحد الأيّام أن يضع الأمر فى صلاة خاصة و وضع أفكاره المتعبة المنزعجة أمام الربّ.

وهكذا صلّى قائلاً :

"يا ربّ أنا قد تعبت طويلاً وبشدّة في خدمتك، ووضعت كلّ قوّتي لعمل هذا الذي قد طلبته منّي.

ولكن، بعد كل هذا الوقت ، أنا لم أستطع تحريك هذه الصخرة ولا قيد أنملة !! . فما هو الخطأ، ولماذا أنا فاشل ؟ "


وإستجاب الربّ في رحمة وحنان قائلاً للرجل :

" يا صديقى عندما طلبت منك أن تخدمني وقبلت أنت ذلك ، أوضحت لك أنّ مهمّتك هي أن تدفع هذه الصخرة بكلّ قوّتك ، وهذا أنت قد فعلته ولم أذكر لك ولا مرّة واحدة أنْني أتوقّع منك أن تحرّك الصخرة.

فإنّ مهمّتك كانت أن تدفع.

والآن أنت تأتي إليَّ وقد أنهكت قواك ، معتقداً أنّك قد فشلت.

ولكن هل الأمور حقيقة هكذا ؟
أنظر لنفسك.

إنّ ذراعيك قويّتان ذات عضلات، وظهرك صار بنيا ومستقيماً كالوتد، ويداك إمتلأتا بالكالو من الضغط الثابت المستمر عليهم ، وساقاك قد صارتا قويتان وكبيرتان.

وخلال المقاومة قد كبرت كثيراً !، وفاقت قدراتك الآن ما كانت عليه بكثير من قبل.

حتى الآن أنت لم تحرك الصخرة ولكن دعوتى لك كانت أن تكون مطيعا وأن تقوم بدفع وبتدريب إيمانك وثقتك في حكمتي.

وهذا أنت قد فعلته.

والآن أنا يا صديقي سأقوم بتحريك الصخرة . "





عزيزي القارئ...


في أوقات معيّنة ، حينما نسمع كلمة من الله ، نميل لإستخدام ذكائنا في فهم ورسم صورة لما يريده منّا، بينما ما يريده الربّ حقيقة هو ببساطة الطاعة والثقة فيه وبكل وسيلة.

درّب إيمانك على تحريك الجبال ، ولتدرك أنه سيبقى الربّ وحده هو الذي يحرّكها فعلياً.



#خبريّة وعبرة
خدّام الرب ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.