في لقاء تلفزيونيّ سألت المذيعة ضيفها وكان رجل مليونير :
ما أكثر شيئ أسعدك في حياتك؟
فقال الرجل في يوم من الأيام طلب مني صديق أن أساهم بشراء كراسي متحرّكة لمجموعة من الأطفال المعاقين ٠٠وبالفعل تبرّعت فوراً بشراء الكراسي لكن صديقي أصرَّ عليَّ أن أذهب معه وأقدّم هديّتي الكراسي للأطفال المعاقين بنفسي.
وفعلاً ذهبتُ معه وقدّمت لهم الكراسي بنفسي ورأيتُ الفرحة الكبيرة على وجوه الأطفال وكيف أصبحوا يتحرّكون في كل إتجاه بالكراسي وهم يضحكون وسعيدين وكأنهم في الملاهي.
لكن ما أدخل السعادة الحقيقيّة في قلبي هو تمسّك أحد الأطفال برجلي وأنا أهمّ بالمغادرة ٠٠وظلّ ممسكاً برجلي بينما عيناه تركّزان بشدّة في وجهي.
فإنحنيتُ لأسأله هل تريد شيئاً آخر منّي قبل أن أذهب يا بني؟
فكان الردّ الصاعق الذي عرفت منه معنى السعادة الحقيقيّة وغيّر لي حياتي بالكامل ٠٠ قال لي :
أريد أن أتذكّر ملامح وجهك حتّى أعرفك حين ألقاك في السماء إن شاء الله وأشكرك مرة أخرى أمام ربّي.
كانت صدمة شديدة ٠٠ بالنسبة لي وعرفتُ معنى ٠٠ العطاء وأنّ لها آثار عجيبة في حياة الإنسان.