HTML مخصص
10 Oct
10Oct

ذهب أحدهم لزيارة مريض في كوخه المتواضع، فسأله الزائر: هل زارك أحدٌ اليوم؟

فأجاب الرجل الفقير المسكين، نعم زارني جلادستون.

وكان جلادستون في ذلك الوقت رئيس وزراء بريطانيا، حين كانت بريطانيا الإمبراطوريّة التي لا تغرب الشمس عنها.

وكان إذ سمع الزائر هذا الكلام، إنتابته الدهشة ولم يصدّق، وخرج من كوخ الرجل يضرب كفًا على كف، وهو يقول: لقد ذهب عقل الرجل ... ذهب عقل الرجل!

ولكن هذه كانت الحقيقة، ولم يكن عقل الرجل قد جُنّ كما ظنّ الزائر، بل كان ينطق بكلمات الصدق والصحو.

فقد تعوَّد رئيس الوزراء أن يرى الرجل المسكين الفقير كل صباح، وكان يُحيه وهو يكنس الشارع، وإذ لاحظ جلادستون غيابه سأل عنه، وإذ علم أنّه مريض، ذهب ليزوره في كوخه الصغير والحقير.

إنّ هذه اللفتة الجميلة من جلادستون لا بد وأن تُقابل بالإحترام والإجلال، وذلك للفارق الكبير والشاسع بين الزائر والمُزَار.

ولكن كم يكون الأثر أعمق وأجلّ وأعظم إذا ما حدث هذا بين الله وعبده إبراهيم، أو مع أي واحد منا نحن المساكين البسطاء!





أيها الأحبّاء :


أن نعتز جدًا بصداقة الله لنا هذا شيء طبيعي، مع أنه عجيب وفائق، لكن أن يتنازل الله العظيم والجليل والمهوب، ويقترب منا ويصادقنا، وبعد ذلك يفتخر هو بهذه الصداقة معنا ويُقدّرها، هذا الأمر فوق كل عقل وإدراك وفكر، وأغرب من الخيال، فيا ليت نفوسنا تقدِّر وتَعي.


#خبريّة وعبرة
/خدّام الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.