HTML مخصص
29 Sep
29Sep

وُلد لعائلة إبنة جميلة جداً، ومع أنّ هذه العائلة الصغيرة، كانت تسكن في بلد مسيحي، لكن والديها، أرادا أن يبعدا إبنتهما عن أي أمر يخصّ الله.

عاشت إبنتهما سنينها الأولى، ولم تعرف أي شيء عن الله، وكأن الله غير موجود.

في أحد الأيام، طلبت الأم من إبنتها أن تذهب إلى الدكان لتشتري لها شيئاً.

ذهبت تلك الفتاة إلى الدكان، لكن في طريق عودتها سمعت صوت ترانيم جميل، خارجاً من أحد الكنائس الصغيرة... إقتربت تلك الفتاة، دخلت لترى ما يحدث...

كان هناك صف لمدارس الأحد، فبعد الترنيم، وقف أحد معلمي مدارس الأحد وتكلّم للأولاد عن الربّ يسوع، كيف كان يعمل العجائب، ويشفي الناس، وكيف كان يحب الجميع.

ومن محبته لكل واحد منا، أخذ مكاننا على الصليب، ومات ليخلّصنا من الخطيئة.


أحبّت تلك الفتاة ما سمعته عن الربّ يسوع، ولم تشعر بالوقت الذي كان يمرّ، بل لدى سؤال معلم مدارس الأحد، إن كان أحد يرغب أن يصلّي، رفعت يدها، وصلّت صلاة بسيطة للغاية، معبّرة عن محبّتها لصديقها الجديد الذي إبتدأت تحبه.


بعد إنتهاء مدارس الأحد، أحسّت تلك الفتاة الصغيرة، بأنّها تأخّرت عن البيت، وإبتدأت السماء تمطر بغزارة، وبدون شكّ قد قلق عليها والديها.


وصلت تلك الفتاة البيت وقد بلّل المطر جسدها كله.

فما أن دخلت حتى رأت وجه والديها الغضوب... حاولت تلك الفتاة أن تطلب السماح، قائلة: أنا متأسفه يا ماما، لكن في طريق عودتي، سمعتُ صوت موسيقى خارجاً من الكنيسة، فدخلتُ، وسمعت قصة جميلة جداً عن يسوع، وطلبت منه أن يدخل قلبي إذ أحببته جداً...


بعد سماع والدها ما قالته، حتى إنقض عليها، فاقداً وعيه، ومستسلما للشتائم، والتجاديف، إذ لم يعد يقدر على ضبط نفسه، فأخذ حزامه وأخذ يضرب تلك الفتاة الصغيرة من غير وعي، بينما الأم تصرخ بصوت عالٍ، حتى وقعت إبنتها على الأرض مغمى عليها.


لمدّة يومين كانت تلك الفتاة الصغيرة طريحة الفراش، كانت الأم تحاول وضع بعض المرهم على جروحاتها، لمنع الإلتهاب، بينما الدموع تملئ عينيها لما حصل لإبنتها...


لكن في صباح اليوم الثالث، أصيبت تلك الفتاة بحمّة قويّة، وأخذت تلك الفتاة تهذي لشدّة الحرارة، دعي أحد الأطباء، لكن لم يكن من علاج... بالرغم من كل المحاولات... إذ كانت تلك الفتاة تغيب لفترات طويلة عن الوعي.

لكن في مساء ذلك اليوم، جلست تلك الفتاة في السرير، ونادت والدتها... لدى سماع والدتها صوت إبنتها، فرحت تلك الأم ظناً منها بأن إبنتها أخذت تتعافى...


قالت الفتاة: ماما... أجابت أمها نعم يا حبيبتي... قالت: ماما، هل يمكن أن تجلبي لي الفستان الذي كنت أرتديه ذلك اليوم عندما ذهبت إلى الكنيسة...

أجابت الوالدة، لماذا يا حبيبتي، إذ قد أصبح ممزّقاِ، وكان قد تبلّل بالمطر، وعليه بعض بقع دما... ، إني أنوي رميه.

كلا يا ماما بل أريده جنبي، فهل لك أن تجليبه لي...

لكن لماذا يا حبيبتي... سألت الأم، بينما أقترب والد الفتاة من باب الغرفة، والحزن والندم يرتسمان على وجهه، لما فعله بإبنته الصغيرة...

أغمضت الفتاة الصغيرة عينيها، وخفت صوتها، ولم تكن تعلم بأن اباها يقف جنب الباب...


أخيرا قالت، ماما : إنّ ملاك قد جاء وأخبرني، بأنني قريباً سأذهب إلى السماء، وأحببت أن آخذ ذلك الفستان معي، لكي أخبر يسوع بأنني أيضاً، أرقت بعض الدماء محبة له...




أعزائي...

إنّ السؤال لكم ولي هو :

"وماذا نحن يا ترى فعلنا من أجله؟"


#خبريّة وعبرة
/خدّام الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.