HTML مخصص
05 Dec
05Dec

في صمت التسعة أشهر، تمتع زكريا بصلوات وتأملات كثيرة مع الله، فاستحق ان يمتلئ من الروح القدس، ويحدثنا عن المسيح والخلاص الذي سيتممه على الصليب ويعلنه بقوة دقيامته.
بارك زكريا الله ولقبه بإله إسرائيل ليعلن أبوته ورعايته لشعبه، فحقق أخيرًا وعوده لإبراهيم والآباء بتجسد المسيح وفدائه على الصليب.
المسيح المخلص هو ابن داود، الذي أقام مملكة روحية قوية يرمز إليها بالقرن (وهو أقوى ما في الحيوان)، تهزم أعداءنا أي الشياطين الذين يبغضوننا.

بفم انبيائه: الله هو المتكلم على فم الأنبياء، لذا يلزم الخضوع لكلام الله.

منذ الدهر: منذ بداية الخلقة، أي من آدم حتى هذا الوقت.بهذا تمت نبوات كل الأنبياء عن المسيح وكل اقسام الله ووعوده.

يبدأ من وصف فاعلية خلاص المسيح وتأثيره في المؤمنين به، فيعلن أنه يحررنا من سلطان الخطية التي تجذبنا الشياطين إليها، فهي تبغضنا وتحاول الإيقاع بنا، فبقوته نصد هجماتها.

خلاص المسيح ليس فقط للأحياء الذين يؤمنون به، بل أيضًا رحمة وفداء لكل الآباء الذين ماتوا على الرجاء، مؤمنين بالمسيا المنتظر.

فالله يتذكر وعوده للآباء، أي ينفذها وينقلهم من الجحيم إلى الفردوس، بخلاصه الذي يتممه على الصليب.

العهد أو القسم الإلهي الذي وعد به إبراهيم أب الآباء (تك 22: 16، 17)، الآن يتممه بالمسيح مخلصنا.

يعطى المسيح المؤمنين به سلاما وطمأنينة، فلا يضطربون من حروب الشياطين، ولا يخافونهم لأنه ينقذهم منها، وإذ يتمتعون بهذا السلام، ينطلقون في عبادة روحية لله.

العبادة التي تقدمها لله تكون بقداسة، أي طهارة داخلية وبر يظهر في نقاوة سلوكنا، لأننا نقدمها لله فاحص القلوب والكلى والذي يرى كل أعمالنا طوال عمرنا.


† تذكر يا أخي إنك إن كنت قد نلت الحرية والطبيعة الجديدة في المعمودية، فهدفك الوحيد في حياتك هو عبادة الله والسلوك بالبر، وأي شر تعمله هو خروج عن حياتك المخصصة والمقدسة لمحبة الله وصنع الخير.


يواصل زكريا نبوته ويحدث الطفل يوحنا ويدعوه نبي الله، أما المسيح فدعا يوحنا أعظم من نبي (لو 7: 26)، ووظيفة يوحنا المعمدان هي إعداد طريق المسيح في قلوب شعبه.

كان اليهود يظنون أن المسيح يخلصهم من عبودية الرومان، فأتى يوحنا ليعرفهم الخلاص الحقيقي، وهو الخلاص من الخطية بالتوبة لينالوا غفران خطاياهم، فيوحنا يعرفهم الخلاص ويدعوهم للتوبة، أما المسيح فهو الذي يتمم هذا الخلاص على الصليب.

يعود زكريا فيتكلم عن المسيح المخلص، فيعلن محبة الله العميقة التي يعبر عنها بالرحمة النابعة من أحشائه، هذه الرحمة افتقدت البشرية في ملء الزمان لتنجيها من ظلمة الخطية وذلك بتجسد المسيح، الذي هو شمس البر الآتي من السماء.

المسيح نور العالم، يضئ للخطاة المنشغلين بشهوات العالم المعبر عنها بالظلمة، وإذ ينير لهم طريق الحياة معه، يرشدهم إلى طريق الملكوت، فيتمتعون بسلام داخلي عندما يحررهم من الخطية، بل يثبتون في هذا السلام إلى الأبد.


† الله يفتقدك اليوم بحبه الحانى، أنت الجالس في ظلمة الخطية، فليتك تتوب عن خطيتك المحببة ويرتفع قلبك بمشاعر حب في توبة وشكر، مستعدا لنوال حبه المبذول على المذبح في جسده ودمه الأقدسين.

بعد نبوة زكريا، يختم القديس لوقا كلامه بنمو يوحنا جسديًّا وروحيًّا بمعونة الله في البرية، ويحكى لنا التقليد أنه عند قتل أبكار بيت لحم، كيف حمله زكريا إلى المذبح في هيكل الله، فأتى ملاك وخطفه ليعيش بالبرية في رعاية الملائكة.

أما زكريا الذي كان يطارده عساكر الرومان فأمسكوه وقتلوه بين الهيكل والمذبح (مت23: 35)، وفي هدوء البرية، نمت محبته وصلواته وتأملاته وأعده الله ليكون السابق له.

وظل هناك حتى سن الثلاثين، وهو السن القانونى لبدء الخدمة عند اليهود، حين بدأ كرازته.



/خادم كلمة الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.