HTML مخصص
20 Nov
20Nov

بعد مرور ستة أشهر على بشارة رئيس الملائكة جبرائيل لزكريا، وفي بداية الشهر السادس، ظهر في مدينة صغيرة تسمى الناصرة، وهي من الجليل أي القسم الشمالى من بلاد اليهود، وتبعد أكثر من ٨٠ ميلاً عن أورشليم، وكانت على طريق تجارى ويزورها تجار امميون وجنود رومانيون، فاشتهرت بابتعادها عن العبادة اليهودية لكثرة الأمم فيها.هناك في بيت صغير، كانت عذراء في سن حوالي الخامسة عشر اسمها مريم، تعيش في رعاية رجل عجوز إسمه يوسف من سبط داود [لتتحقق البنوات أن يكون المسيح ابن داود (مز ١١:١٣٢)]، وكان يعمل نجارا، أما معيشته فكانت فقيرة لكبر سنه وضعف قدرته على العمل.

والخطوبة في المجتمع اليهودي كانت تعتبر ارتباط زواج رسمي ولكن دون بدء العلاقة الجسدية، كما الحال الآن عند أخوتنا المسليمن فيما يسمى بـ"كتب الكتاب"، وهو زواج رسمى دون العلاقة الجسدية.
أعطى الملاك السلام للعذراء، فحل عليها الروح القدس وملأها من النعمة ليولد منها الإله القدوس، وطوبها وباركها بين كل النساء، وكما دخلت الخطية إلى العالم عن طريق حواء، فإن البشرى بالخلاص جاءت عن طريق امرأة وهي العذراء مريم.

كان منظر الملاك مهيبا، فخافت العذراء الصغيرة السن من بهائه ونوره وفكرت في نفسها عن سبب ظهوره وتحيته ومباركته لها؟

طمأنها الملاك بمحبة الله لها، وعزمه أن ينعم عليها بأعظم البركات لقداستها والتصاقها بالله، كما أعلن لها الملاك البشارة بالحبل الإلهي، وإسم الإله المتأنس وهو يسوع ومعنى اسمه مخلص.

وصفه بصفة الله وهي "العظمة"، بل لقبه "بابن العلى" أي ابن الله من جوهره وطبعه، وفيه تتم كل النبوات، فهو المسيا المنتظر من نسل داود.

ليكون المسيح ملكا إلى الأبد على يعقوب، أي شعب الله المؤمنين به.


† إنّ المسيح يريد أن يملك على قلبك ويمتعك بحبه إلى الأبد، إن كنت تؤمن به وتخضع له وتطيع وصاياه.
قبلت العذراء مريم البشرى الإلهية وآمنت كما شهدت أليصابات فيما بعد(لو ١: ٤٥)، ولكنها قد نذرت البتولية، فكان سؤالها هل الله يريد منها التنازل عن بتوليتها، إذ قالت للملاك "أنا لست أعرف رجلا".


كان رد الملاك مؤكدا احتفاظها ببتوليتها لتكون دائمة البتولية، لأن الله قد أعد طريقة معجزية لإتمام هذا الحبل الإلهي، وهي حلول الروح القدس عليها لتكوين الخلية الأولى الكاملة للجنين داخل الرحم، وقوة العلى المظللة هي حضن الآب لإتمام الإنجاب الإلهي. ثم يعلن بوضوح صفة المولود الأزلية إذ هو القدوس اى الله وابن الله، فهو من طبعه وجوهره. إذ رأى الله إيمانها العجيب وخضوعها للبشرى رغم ما تحملها من آلام كثيرة ستحتملها، لأنها ستُتَهَم بالزنا من كل المحيطين بها، ساندها ببشارة حبل أليصابات نسيبتها العجوز، ليثبت إيمانها بقدرة الله المعجزية، فهو القادر أن يجعل العاقر العجوز حبلى، وهو أيضًا قادر على كل شيء فيجعل العذراء تحبل.
كان جواب العذراء في ختام هذا الحوار هو الخضوع للبشرى في تسليم كامل واتضاع عجيب، فلم تفتخر بأنها ام الله بل أعلنت أنها عبدته.


† على قدر ما تطيع وصايا الله وتتكل عليه في تسليم حياتك له، تفيض عليك بركات السماء ويسندك الله ويثبت إيمانك وتعاين الله في حياتك، فتطمئن وتفرح وتستحق أن تعاين السمائيات وأنت على الأرض.



/خادم كلمة الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.