HTML مخصص
17 Nov
17Nov

يقدّم السيد هنا دليلا قويا على كل ما قاله سابقا، وخروجه من عند الآب وتجسده.

وهذا الدليل قدمه في صورة سؤال لليهود، وهو: من يمسك علي تعديًا واحدًا، سواء للناموس أو بأية خطية أخرى؟


† وهذا دليل على سلوك السيد بالبر والطهارة والوداعة في حياته، ودرسا لنا نحن أيضًا أن نسلك كما سلك هو بتدقيق وحساب مستمر للنفس. فالإنسان ليس بما يدعى لنفسه، بل بسلوكه المطابق لما يعلنه من حق.
يأتي المسيح هنا لنهاية جزء من حواره مع اليهود، "لنا أب واحد هو الله".

فبعد أن أثبت لهم عدم بنوتهم لإبراهيم بسبب أعمالهم، وأنهم أبناء الشيطان بإرادتهم الشريرة لمحاولة قتله، وكذبهم؛ يأتي لنهاية هذا الجزء، نافيا تمامًا بنوتهم لله أبيه، ومقدما هذا سببا لعدم سماع كلامه والإيمان به.

لم يجد اليهود تهمة يوجهونها للمسيح أشد من أنه سامرى، وكانت العداوة بين الفريقين كبيرة (راجع يو 4).

وأضافوا أيضًا أن به شيطان، وكأنهم يردون عليه فيما اتهمهم به.. وذلك غيظا منهم لما قاله عنهم. ولم يدللوا على هذه التهمة بشئ، لأنهم يعلمون جيدا إنه يهودي، ولم يمسكوا عليه خطية واحدة.

ولهذا، فإن ما قاله اليهود عن المسيح، يعتبر في عداد الشتيمة والإهانة.
أما المسيح، فلم ينشغل بالدفاع عن أصله ونسبه اليهودي، بل اهتم بدفع ورفض الاتهام الثاني، الذي يمس جوهر لاهوته وقداسة أبيه، معبرا أن ادعاء اليهود أن به شيطان، هو إهانة لكرامة أبيه السماوي التي لا يمكن قبولها، أو التغاضى عنها، لأن الذي في المسيح هو الآب، فكيف يقولون عن الآب إنه شيطان؟!
"لست أطلب مجدى": ليست مهمتى أن أنادى بمجدى الذي هو لى. فقد أتيت لاحتمال المهانة والعار، وليس للدفاع عن نفسى، فتلك مهمة أبى الذي يرى ويفحص كل شيء، وهو الذي يغير على مجدى ويطلبه، بل يدين أيضًا كل من أهان مجد الابن الوحيد.

† وما قاله المسيح هنا، هو تعزية لكل أبنائه الذين يعانون من اضطهاد أو إهانة من أجل اسمه.

فكل ما يتحمله الإنسان من أجل المسيح، يعتبر مجدا مدخرا له، بل أيضًا الله العادل يدين الأشرار بحسب صلاحه ودينونته العادلة.



/خادم كلمة الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.