HTML مخصص
14 Nov
14Nov

وقال أيضاً :

"اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوَّوْا."
(١ كو ١٦: ١٣)

ماذا يقصد الرسول بولس بالتقاليد؟
هل هي مجرّد تقاليد بشريّة موروثة من جيل إلى جيل؟

إنّ كلمة "تقليد" في اليونانية كما وردت فى العهد الجديد Paradosis لا تعني "المحاكاة imitation، إنما جاءت مشتقة من الفعل الأصل Paradidomi الذى يعنى" يعهد بشئ لآخر، أو "يسلم شيئاً يداً بيد".

والفعل المقابل والملازم هو Paralambano أي "يتقبّل الشيء" أو "يستلمه".

واللفظان اليونانيان السابقان يقابلهما في العبريّة التعبيران nasar أو يودع أو يسلّم و qibbel أي يقبل الشيء أو يتسلمه.

بهذا فإنّ التقليد لا يعني مجرّد "محاكاة الماضي"، بل حسبما جاء فى الكتاب المقدّس هو تسليم وديعة الإيمان "المسلم مرة واحدة للقديسين"(يه ٣) ، جيل يودع إيماناً وآخر يتقبّله!

في الحقيقة التقليد واسع جداً فهو يضمّ الكتاب المقدّس، التعاليم الشفهيّة، الليتورجيا، وتعاليم الكنيسة، المجامع الرسوليّة، كتابات الآباء القدّيسين، الإرشادات والرسائل البابويّة، الأيقونات وفنّ بناء الكاتدرائيّات والكنائس وكل ما في المسيحيّة منذ ألفي سنة إلى اليوم!
لذلك يوصي الرسول بولس تلميذه تيموتاوس :

"اِحْفَظِ الْوَدِيعَةَ الصَّالِحَةَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ السَّاكِنِ فِينَا."
(٢ تي ١: ١٤)

"... مُعْرِضًا عَنِ الْكَلاَمِ الْبَاطِلِ الدَّنِسِ، وَمُخَالَفَاتِ الْعِلْمِ الْكَاذِبِ الاسْمِ"
(١ تي ٦: ٢٠)

حقاً!


/جيزل فرح طربيه/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.