HTML مخصص
18 Nov
18Nov

هم يدعون هنا أنهم أولاد الله، ولو كانوا حقاً أولاد الله لعرفوا المسيح. ولكانت أعمالهم أعمال خير ومحبة.

أبناء زنا= أي لم تختلط دمائنا بالوثنيين، فالإختلاط بهم يسمونه زنا، وعبادة الأوثان زنا روحي.

وهم يدَّعون كذباً أنهم لم يعبدوا الأوثان، فالأنبياء أتهموهم بهذه التهمة.
فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«لَوْ كَانَ اللهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي. لِمَاذَا لاَ تَفْهَمُونَ كَلاَمِي؟ لأَنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي. أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَق. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. "
ولو عرفوه لأحبوه لكنهم أرادوا قتله وبهذا أثبتوا أنهم يتبعون إبليس 1القتال الذي قتل آدم وبنيه. عموماً البنوة لله هي بصنع مشيئته "من هو أخي وأختى وأمي.." خرجت من قبل الله وأتيت= (خرجت من الله بترجمة أدق) والخروج يشير للبنوة الإلهية للمسيح وأتيت تفيد التجسد. والخروج من.... له 3 حالات في اليونانية:بمعنى الخروج والإبتعاد وهذا التعبير إستخدمه التلاميذ عن إيمانهم (يو30:16) وهذا بقدر معرفتهم في ذلك الوقت.

خروج مع بقاء بجانب ، كزمالة.
وهذه إستخدمها المسيح ولكن ليعبر بها عن وجهة نظر التلاميذ عن المسيح فهو يعبر عن قدر فهمهم.

خروج من الداخل مع البقاء في الجوهر (يو28:16)


هذا هو تعبير المسيح عن نفسه والمستخدم هنا في آية (42).

ويشير المعنى أن الإبن هو من الله في وجوده وكيانه ومجده قبل الميلاد والتجسد. وهو باقٍ مع الله بالرغم من تجسده وبالرغم من خروجه. هو خروج دون إنفصال عن الآب في الجوهر.


خرجت= خروج النور من الشمس، هذا له صفة الإستمرارية دون إنفصال.

أتيت= تفيد إستعلانه كإبن الله المتجسد لنا على الأرض. لأني لم آت من نفسي بل ذاك أرسلني= فهجومهم عليه هو هجوم على الله الذي يدَّعون أنه أبوهم، فالمسيح يمثله تمثيلاً ذاتياً وكلياً كنائب له، وهو أتى بمشيئة الآب ليمجد الآب وليس ليطلب مجد نفسه.


لماذا لا تفهمون كلامي لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا قولي= كلامي هنا تأتي بمعنى حديثي معكم، وهم غير قادرين أن يدركوا أقوال المسيح أي حديثه.

أما قولي فهي في أصلها اللوغوس والسماع للوغوس يعني الإدراك بالروح لشخص المسيح وأنه كلمة الله.

ولماذا لم يدركوه لأنهم لم يحبوا الآب (يو42:5-43).

وكانوا في كبريائهم يطلبون مجد أنفسهم (يو44:5) .

أما المتواضع فيسكن الله عنده (إش15:57) فيكون له الأذن الروحية التي تميز صوت الله. (يو3:10-5+ رؤ7:2).

والأذن الروحية هى التى يدربها الروح القدس على تذوق وفهم كلام الله (عب5 : 14) .

فإن لم يكن للإنسان أذن روحية تسمع كلمة الله فتكشف طبيعتها الإلهية، فلن يفهم هذا الإنسان حديث المسيح ولا ما يقوله فكلامه روحي (رؤ7:2) .

ومن ليس له هذه الأذن فسيرى المسيح مجرد إنسان بل مجدف على الله، إذ يساوي نفسه بالله .

لذلك يستحيل أن يفهم أحد الإنجيل إن لم تكن له الأذن الروحية.

لذلك فالفهم عند المسيح لا يتوقف على الذكاء العقلي بل على خضوع الإنسان لمشيئة الله، والطاعة لوصاياه، ومثل هذا الإنسان يمتلئ من الروح القدس، وحينئذ تحدث إنارة الله في الداخل فيعرف الإنسان ويفهم.

لذلك فهناك بسطاء جداً من ناحية علمهم لكنهم كانوا يعرفون الله (التلاميذ كانوا صيادين).


أنتم من أب هو إبليس= المسيح هنا يدافع عن الله الذي نسبوا أنفسهم له، فهو لا يريد أن ينتسب هؤلاء القتلة إلى الله.

والمسيح يعلن أيضاً عن الأب المحرك لهم (راجع مت37:13-39).

شهوات أبيكم تريدون أن تفعلوا= الشيطان له القدرة أن يجعل الناس الذين يخضعون له كأب، تفعل ما يشتهيه من شر.

وشهوة الشيطان تنبع من عداوة شخصية لله ولكل من يتبعه.

وتريدون تأتي بمعنى الإصرار وهكذا نرى أبناء إبليس مصرين في عناد وشراسة أن يرتكبوا الخطايا بينما أولاد الله نراهم ودعاء مسالمين.


ذاك كان قتالاً للناس منذ البدء= منذ تسبب في موت آدم وحواء ثم نسلهما، وعلم قايين قتل هابيل ولذلك نقول في القداس (والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس).

وقوله قتالاً وليس قاتلاً تفيد إستمراريته في قتل الناس.

ولم يثبت في الحق= لم يرسخ في الحق الذي خلقه الله فيه وطمع في الأكثر جداً.

لأنه ليس فيه حق= الله هو الوحيد الذي فيه الحق فهو الحق. ويكون معنى كلام المسيح أن الله خلق الشيطان في الحق ولكنه رفض أن يثبت في الحق.

وطالما إختار الإنفصال عن الله، لم يعد يعرف الحق، فالحق ليس من طبعه لذلك صار كذاب وأبو الكذاب (تترجم أبو الكذب) فهو مخترعه.

فالكذب هو فقدان الحق.

ومن هو الكذاب إلاّ الذي ينكر الحق. وصار الشيطان يغرس الكذب في نفوس آدم وحواء (راجع حواره مع حواء "لن تموتا") .

والشيطان يغلف كلامه بمنطق ما هو الألذ وما هو الأسهل، وما هو الأسرع والأكثر فائدة والمعقول، وللآن يكذب على الناس قائلاً أن الله لن يدين الناس وليسلكوا بحسب هواهم فحللوا الزنا بل والشذوذ، بل يقال الآن عالمياً أن الشذوذ حرية بل يجب إباحته في كل العالم كعلامة على الحضارة وعدم التخلف.

بل يطالبوا الكنيسة في بعض البلاد المتقدمة بحذف الآيات التي تهاجم الشذوذ في الكتاب المقدس لانهم يرون فى وجود هذه الآيات علامة تخلف.

وهو يجعل الإنسان ينسى حقيقة الموت والدينونة. وحينما يرفض الإنسان مشورة إبليس المزيفة يتلاشى من أمامه ، أما إذا قبلها يجد الشيطان له مسكناً فيه.

وهذا منتهى أمل الشيطان أن يجد مجالاً في الإنسان فهذا يوسع من دائرة تخريبه.

والإنسان إمّا يتبع الحق الذي هو المسيح. أو يتبع إبليس الذي هو الكذب.

يتكلم مما له= من فضلة القلب يتكلم اللسان.
وماذا في داخل إبليس سوى الكذب والقتل.

والمولود من إبليس الكذاب ينجذب للكذب فليس فيه بذرة الحق. أما المولود من الله فينجذب للحق.
فكل واحد ينجذب للمصدر المولود منه.

الآيات (يو8: 45–46):-"45وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي. 46مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟"


#كلمة حياة
/خادم كلمة الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.