HTML مخصص
28 Aug
28Aug


غضب السيّد غضباً شديداً. ومن حقّه أن يغضب، فالعشاء كان فاخراً، وقد هُيّىء بعناية ودقّة، 

 ونُبّهَ قبلاً المدعوون إلى ميعاده ومكانه، وأُرسل العبيد في ساعة العشاء قصد تنبيه وجلب المدعوين


رغم كل ذلك رُفضت الدعوة.

غضب السيد لأن الأعذار ملفّقة وواهية وغير ثابتة.

وغضب أيضاً للإجماع على الاعتذار،

فتحوّل غضبه إلى دعوة أخرى.

فهو لا يريد أن يغلق باب بيته، ويوصد النوافذ بل ترك باب الدعوة مفتوحاً لمدعوين آخرين.

أحياناً كثيرة نصدُّ الله، ونرفض محبته، وأحياناً أخرى نهملها ونحتقرها أو لا نهتم بها فنخلق أعذاراً واهية.

هذا ما يجعل الله يتجه إلى الآخرين.

فمحبته لا تحدّ، ولا تحصى عطاياها.

فهو يحب دعوة الشعوب التي عرفته وعرفت محبته، ويحبّ أن يجعل نعيمه مع بني البشر، الذين أحبّهم وفداهم بدم ابنه.


ولكن في حال الاعراض، والاعتذار والرفض فهو يدعو الآخرين.


يدعو أولئك الذين لم يسمعوا البشارة الصالحة، ولا عرفوا طُرق الله العجيبة، أولئك الذين يعتبرهم الناس متوحشين، بدائيين، متخلِّفين.

ثم نرى أن الدعوة تحوّلت إلى إكراه وإلزام بحضورها حتى لا يبقى فراغ.


في وليمة الخلاص يحصل الشيء نفسه،

ورغم ذلك يرفض كثيرون الدعوة.


أحياناً لا يرفضون الدعوة رفضاً كاملاً، بل يبقون في موقف غامض، متردّد.

يعتذرون بأعذار مختلفة منها المال، والزواج والملك.

فالاهتمام الدنيوي يسيطر عليهم.


فيضطر الآب السماوي إلى جلب أولئك البعيدين إلى الملكوت.


أي أولئك الذين لم ينعموا بدفء محبة الكنيسة، ولم يتنعّموا بالحضارة والثقافة، ولم يعرفوا أبعاد الإنجيل ومتطلباته.


"لا يذوق عشائي أحد من أولئك المدعوين".


اعن ضغفنا يا رب واغفر تلكؤنا واجعلنا دائما من خراف حظيرتك.

آمين.


/خادم كلمة الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.