HTML مخصص
12 Aug
12Aug


إذ يرفع السيِّد قلب قطيعه الصغير نحو السماء، ويسأله أن يقدَّم كل كنوزه إلي المخازن السماويَّة حيث لا ينفذ إليها سوس، ولا يقترب منها سارق، يلهب القلب بمجيء العريس السماوي، راعي القطيع الجديد، فيبقى الجسد متمنطقًا كمن هو مستعد للرحيل معه، والنفس كسراج متقد بحب العريس القادم، وكل ما في كيان الإنسان في حالة سهر ويقظة ليرحل الكل إلي حيث يوجد العريس.

إن كان السيِّد المسيح قد دعا قطيعه بالصغير ليُحسب أهلًا لمسرة الآب الذي يهبهم الملكوت، فإنه يليق بهذا القطيع أن يعلن شوقه لهذا الملكوت المجاني بتخليه عن كنوز العالم وتقديمها للفقراء كمن يحفظونها لهم في البيت الجديد أي في السماء. 

بهذا يقدَّم لنا السيِّد المسيح مفهومًا جديدًا للعطاء أو الصدقة، ألا وهو الكشف عن تفريغ القلب من حب الزمنيات بقصد الشبع السماوي.


"بيعوا مالكم وأعطوا صدقة.


أعملوا لكم أكياسًا لا تفنى، وكنزًا لا ينفذ في السماوات،


حيث لا يقرب سارق، ولا يبلى سوس.


 لأنه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضًا" 


ليت أعماله تعلن صوته، بمعنى إن كان المؤمن يتحدَّث عن الملكوت، فليعلن حديثه هذا عمليًا بالعطاء.


ليكن شغفنا نحو الأمور المقبلة ثابتًا، لنخزن الرجاء في الأمور العتيدة ككنزٍ لنا. 

لنجمع أمامنا لأنفسنا كل هذه الأمور التي بها نتأهل لعطايا الله.

خذ يا أبانا كل ما لدينا واعطنا ما لديك.

آمين.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.