HTML مخصص
09 Aug
09Aug


قصة زكا العشار فتحت باب الرجاء والأمل لكل خاطئ، حين يعود بالتوبة مشتاقًا للمسيح، يدخل المسيح إلى قلبه، ويقبله ويغفر خطاياه.

صار زكا هنا تطبيقًا حيًا لمثل الفريسي والعشار، فهو صار مقبولًا ونال الخلاص مثل ذلك العشار الذي قال عنه السيد المسيح "نزل إلى بيته مبررًا". 

ونلاحظ أن زكا تكلّف الكثير، فهو في مركزه كرئيس للعشارين كان من غير اللائق أن يتسلق جميزة كما يفعل الأطفال (هذا ما نسميه الجهاد، وفي المقابل فلنرى النعمة التي حصل عليها).

دخول الرب بيت زكا الخاطئ يمثّل دخول المسيح إلى جسد بشريتنا وحمله لطبيعتنا نحن الخطاة ليقدّس طبيعتنا أبديًا.

إن كانت شجرة الجميزة وهي ترمز للصليب الذي من خلاله يلتقي المؤمن بمسيحه ويسمع الصوت الإلهي، وينفتح بيته الداخلي لقبول السيد متجليًا فيه، فمن ناحية أخرى متكاملة مع هذا الفكر ترمز الشجرة إلى الكنيسة التي تحمل النفوس الخاطئة على كتفيها، كزكا على الشجرة أو كالخروف الضال على منكبي الراعي الصالح،  لتقدّمه ثمرة حب صادق لعريسها. 

بمعنى آخر عمل الكنيسة الرئيسي هو حمل العالم كله، ولو كان كرئيس للعشارين، تحمله على كتفيها لا لتدينه أو تجرح مشاعره وإنما لتهبه إمكانية الإلتقاء مع مخلصه.

تحمله بالحب واللطف فتلهب قلبه بأكثر شوق نحو العريس السماوي.

لهذا بحق قيل أن الكنيسة هي لقاء حق بين المسيح والخطاة التائبين، يجد فيها السيد لذته، إذ يراها تقدم له بالحب النفوس التي مات لأجلها، ويجد الخاطئ فيها أبواب الرجاء مفتوحة على مصراعيها على الدوام والقلوب والأذرع مستعدة بالحب أن تحمله لمخلصه.


علِّمنا يا رب تسلّق كبريائنا ونكرانه قدنا إلى التوبة فنجدّد وجودك داخل قلوبنا. آمــــــــــــين.


/خادم كلمة الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.