HTML مخصص
07 Feb
07Feb


في هذا المثل، لا يريد الرب يسوع أن يقول لنا إن الفقير، لأنه فقير، هو أفضل من الغني.

ليس الفقر فضيلة، وليس الغنى خطيئة، ولم يذهب لعازر إلى حضن إبراهيم لأنه مسكين، ولم يقاس الغني العذاب في الجحيم بسبب غناه.


الفقر شر يجب مكافحته، وتوزيع خيرات الأرض بشكل عادل هو من الغايات النبيلة.

المسألة لا ترتبط بكمية ممتلكاتنا، بل بعلاقتي بها وبالتالي بعلاقتي مع الآخرين، وخاصة المحتاجين منهم.


يوجد فقراء متمسكون بما يملكون، وتأسر ممتلكاتهم القليلة قلوبهم وأفكارهم، وإن نظر إلى شخص غني يحسده ويتمنى أن يأخذ ماله لو لم يردعه القانون عن ذلك.

وفي المقابل، يوجد أشخاص أثرياء، يدهم دائماً ممدودة وسخية، وهم أحرار من كنوزهم.


ما يلفت النظر في هذا النص، هو التباين الموجود بين هذين الشخصين.

الأول غني والثاني فقير.

الأول لا نعرف إسمه، فهو غني.

أما الفقير فله إسم هو لعازر، وهو إسم جميل معناه "الله يعضدني".

الأمر المشترك بينهما هو الموت، وهو المصير المشترك لجميع الناس.

لكن، حتى في الموت يوجد فرق، الأول دفن، أي قام معارفه بمراسم الدفن؛ أما الثاني، لم تحمله أيدي البشر، بل حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم.


الأغرب، هو أنهما كانا يعيشان الواحد قرب الآخر لسنوات كثيرة، ولكن، لم يكونا يعيشان الواحد مع الآخر.


يقول الإنجيل، إن لعازر كان مطروحاً عند باب الغني، أي كان هذا الأخير يراه كل يوم، ولكن، لم ينظر إليه، أي كان الغني "يفشخ" من فوقه في كل مرة يخرج من البيت، ولكنه لم يلتفت إليه يوما" ولم ينتبه له، لدرجة أن الكلاب كانت تأتي وتلحس قروح لعازر، وقلب الغني بقي متحجرا".

هذه هي مشكلة الغني.

ليست المشكلة في ثروته وماله، بل في قلبه وعينيه: لم ير لعازر المطروح على بابه وهو يموت جوعا" وألما".


الغني، لم يفعل أي أمر سيء للعازر، أو بالأحرى لم يفعل له شيئاً.

لم يحقد الغني على لعازر ولم يبغضه، بل كان غير مبال به، ولا يوجد في الحياة شعور أبشع من اللامبالاة.

اللامبالاة خطيئة أعظم من الحقد والبغض، بحيث تعتبر أن الآخر غير موجود، أي تلغيه من عالمك، فتقتله.

المسافة لا تقاس بالأبعاد الجغرافية بل ببعد القلوب والنظر.

نحن!!!؟؟؟نحن الأخوة الخمسة الذين لا يزالون هنا.

لن يظهر لنا لعازر لينبهنا...لنا كلام الرب يسوع...

لذا أغمضوا عيونكم، وتذكروا كل الأشخاص الذين يحتاجون إلى إصغائكم أو إلى محبتكم أو قتكم أو ثقافتكم أو مساعدتكم!


لتكن مشيئتك، ربي. أحد مبارك. آميـــــــن.



#كلمة حياة
/خادم كلمة الرب /


أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.