HTML مخصص
09 Mar
09Mar

هل هو أمر صعب على الإيمان أن يعترف بكلام الكتاب المقدّس فيما يخصّ علاقاتنا بعالم يفوقنا؟... إن هذا العالم الروحيّ حاضر، رغم أنه غير مرئي؛ هو حاضر وليس مستقبلاً، وليس بعيدًا. هو ليس فوق السماء، ولا هو ما وراء القبر؛ هو الآن وهنا: "ملكوت الله بيننا". هذا ما يتكلّم عنه القدّيس بولس:

"فإِنَّنا لا نَهدِفُ إِلى ما يُرى، بل إِلى ما لا يُرى. فالَّذي يُرى إِنَّما هو إِلى حِين، وأَمَّا ما لا يُرى فهو لِلأَبَد"

(٢ كور ٤: ١٨)...


هكذا هو ملكوت الله المحجوب؛ وكما هو اليوم محجوب، هكذا سوف يُكشَف في الوقت المناسب.

يعتقد الناس إنّهم أرباب العالم وإنّه بإمكانهم القيام فيه بما يحلو لهم. يعتقدون أنهم يملكونه ويمتلكون السلطة على مجراه... لكنّ هذا العالم يسكنه وُدَعاءُ الرّب يسوع المسيح الّذين يحتقرونهم، وملائكته الّذين لا يؤمنون بهم.

غير أنّه في نهاية الأمر، هؤلاء هم الذين سوف يملكون العالم، عندما يظهرون. الآن، "كلّ شيء" في الظاهر، "لا يَزالُ مُنذُ بَدءِ الخَليقَةِ على حالِه". ويسأل السّاخرون "أَينَ مَوعِدُ مَجيئِه؟" (٢ بط ٣: ٤).


لكن في الوقت المحدّد، سيتجلّى أَبناء اللّه، والقدّيسون المحجوبون "يُشِعُّونَ حِينَئذٍ كالشَّمْسِ في مَلَكوتِ أَبيهِم" (رو ٨: ١٩؛ مت ١٣: ٤٣).

عندما ظهر الملائكة على الرعاة، كان ظهورًا مفاجئًا :

"انضَمَّ إِلى الـمَلاكِ بَغَتةً جُمهورُ الجُندِ السَّماوِيِّينَ"
(لو ٢: ١٣).

في ذلك الوقت، كان الليل يشبه أيّ ليل آخر...- كان الرُّعاة يسهرون على قطيعهم، يراقبون مجرى الليل، والنجوم تتبع مسارهم. كان منتصف الليل؛ لم يكونوا يفكّرون في شيء مماثل عندما ظهر الملاك.

هذه هي القدرة والقوة المحجوبتين في الأشياء غير المرئيّة.

تظهر عندما يريد الله ذلك.
الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (١٨٠١ - ١٨٩٠)

صوم مبارك


/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.