منذ البدء كان عرس في جنّة عدن لمّا خلق الربّ آدم وحواء.
"لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا."
(تك٢: ٢٤)!
ثمّ كان عريس النشيد ليكلّل العهد القديم بأنشاد حب ليس مثله لعروسه.
«قُومِي يَا حَبِيبَتِي، يَا جَمِيلَتِي وَتَعَالَيْ.»
(نش ٢: ١٠)!
وبدأ عهد جديد بتجسّد إبن الله الوحيد، لذلك فرح ملائكة السماء في بيت لحم بولادة الطفل العجيب!
ولكي يتمّ تدبيره الخلاصيّ، تهلّل يوحنّا المعمدان بالعريس السماويّ الأجمل بين البشر، الَّذي بدأ آياته العجاب بآية عرس قانا الجليل، لمّا فرغت الأجران من خمرة الفرح المبين، وقبل أن يفتدي عروسه الكنيسة التي أحبّها حبًْا جمًّا باذلاً حياته من أجلها على عود الصليب!
ولا تنتهي الأعراس ها هنا بل مسك الختام وبداية عرس السماء في أورشليم ، حيث...
" سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، والْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا."
(رؤيا ٢١: ١، ٢)
في عرس السماء :
«سَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ».
(رؤ ٢١: ٤)
حقًّا !
لنتذوّق الآن أيّها الأخوة في ربيع الصوم بعضاً من أفراح السماء، كي ندخل بإستحقاق خدر إلهنا المزيّن لابسين ثوباً يليق!
يا فرحي!
/جيزل فرح طربيه/
