HTML مخصص
30 Jan
30Jan

يقول الفيلسوف هيجل أنّ الفكر هو الذي يميّز الإنسان عن حيوانات الدنيا، ومن ثمّ فإنّ ما ننعته بأنّه إنساني فهو كذلك لسبب واحد فقط وهو أنّه يرجع إلى عمليّة التفكير.


نعم ما يميّز البشر عن سائر المخلوقات هوالفكر.

لكن ما هو إنسانيّ وما ننعته بأنّه إنساني لا يعود إلى أي مطلق تفكير.


أولاً / لأنّ الإنسان متمايز عن سائر المخلوقات فهو مخلوق على صورة الله ومثاله ولأنّ الله نفخ فيه من روحه.


ثانياً / كي تتحقّق إنسانيّته في الحقيقة و بالتمام، عليه أن يقتدي بالمسيح، الإنسان الحق، "إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ.
(أف ٤: ١٣)


الأنسنة كما يعرفها الفلاسفة، محورها الإنسان ورفاهية عيشه ونوال حقوقه النسبيّة أي ما يناسبه من الحقوق وليس ما هو حق.

أمّا الانسانيّة الحقّة فمحورها الله وتتحقّق بالطاعة لمشيئته والعيش بحسب وصاياه.


إذن ليس كل فكر هو "إنسانيّ".

ولكي يكون فكراً إنسانياً يجب أن يكون من فكر المسيح.
يتكلّم الرسول بولس عن من ينحرف عن هذا الفكر فيقول :

"إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ."
(أف ٤: ١٨)


وينصح قائلاً :

"فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ"
(في ٢: ٥)

حقاً !

المجد للمسيح!



/جيزل فرح طربيه/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.