HTML مخصص
29 Jan
29Jan

عرفته كاهناً في منتصف العمر، خمسينياً، شعره أبيض، وديعاً ، وقوراً ، هادئاً.
قرع بابنا ذات يوم ليسألنا عن جارنا ثمّ أودعنا مغلّفاً لنعطيه إيّاه.

فيما بعد عرفتُ من جارنا أنّه كان يساعد عائلة فقيرة شهريًّا بمبلغ من المال كان يقتصه من راتبه الخاص.

وأخبرني أيضاً أنّه خلال الحرب الأهليّة كان يجول على بيوت الرعيّة تحت القصف، معرّضاً حياته للخطر، ليعطيهم ربطات الخبز ومواداً غذائيّة.

كانت لديه سيارة فولسفكن قديمة غالباً ما كانت تقطعه في تنقّلاته.

كان محبًّا للكبار والصغار، خادماً للكلمة، يعظ ويعلّم، يرشد ويوبّخ، يصلح فيما بين الأزواج المتخاصمين ويهتمّ بالشباب ويحلّ مشاكلهم.

كان أميناً على تعليم الكنيسة، حريصاً، متواضعاً، مصلّياِ متأمّلاً.

رقد في سلام بعد أن أتمّ وكالته بكلّ حكمة وأمانة.

بعد مرور سنوات طويلة، ما زال أبناء رعيّته يذكرونه بالخير ويتذكّرون فضائله وإحساناته و تضحياته الكثيرة.

الله يرحمه.


/جيزل فرح طربيه/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.