HTML مخصص
08 Jun
08Jun

قالت لي الخادمة الأمينة :

هذا العالم لم يعد يكفيني... أشعر اليوم أنّني غريبة عن أقرب الناس إليَّ، كأنّني كائن فضائي من خارج كوكب الأرض آتية في صحن طائر من مجرّة بعيدة و نازلة بالبراشوت في قعر المحيط!

أعيش في العالم كأنّني لست من العالم، يتعجّبون من حالي وأتعجّب من حالهم، لهم أفكارهم وعاداتهم ولي أفكاري وعاداتي، أستسيغ ما يمقتون وأنزعج ممّا يستسيغون، يتلذّذون بما تنفر نفسي منه وأتلذّذ بما يتجنبونه!

أرتاح ويضطرم قلبي بكلمة الله بينما هم يتعبون ويتأفّفون ويملّون، فرحي أن أحفظ الوصيّة بينما هم يعصونها، عن أفراح الدنيا يفتشون وأنا أنظر إلى أفراح السماء، إلى كنوز العالم يسعون وأنا أكنز حيث لا سوس ولا صدأ...

أصبح زادي وقوّتي أن أعمل مشيئة أبي الَّذي في السماوات، وزادهم وقوّتهم أن يرضوا أهواءهم ويعملوا بمشيئتهم!

أفتّش عن السكون والصمت وهم عن الصخب يفتشون!

يوماً بعد يوم أجتهد لأتوب عن خطيئتي وهم ببرهم ينتفخون!

يحيون كأنّهم إلى الأبد يعيشون وأحيا كنزيلة وكعابرة سبيل.

أصبح هذا العالم منفى قاسياً وصحراء قاحلة بالنسبة لي لأنّه عن عروس نفسي بعيد!

صار حالي كصاحب المزمور :

"غَرِيبٌ أَنَا فِي الأَرْضِ. لاَ تُخْفِ عَنِّي وَصَايَاكَ. انْسَحَقَتْ نَفْسِي شَوْقًا إِلَى أَحْكَامِكَ فِي كُلِّ حِينٍ. انْتَهَرْتَ الْمُتَكَبِّرِينَ الْمَلاَعِينَ الضَّالِّينَ عَنْ وَصَايَاكَ. دَحْرِجْ عَنِّي الْعَارَ وَالإِهَانَةَ، لأَنِّي حَفِظْتُ شَهَادَاتِكَ"

(مز ١١٩: ١٩-٢٢)


يا فرحي!


/جيزل فرح طربيه/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.