HTML مخصص
21 May
21May

يحبّها ويجلها أبناؤها إلى أقصى الحدود، يخدمونها ويكرّمونها في شيخوختها، لأنّها إحتملت من أجلهم ما لا يحتمل!


كان أبوهم رجلاً سكّيراً مدمناً على لعب القمار، مستهتراً بمعيشة عائلته، كسولاً أنانيًّا لا يهمه إلّا إرضاء شهواته، كان إذا إعتاز مالاً باع من أثاث البيت.


مرْة باع قارورة الغاز فلم تستطع الأم أن تطبخ لتطعمهم!

وفي مرّة لم يبقَ في جيبه ليرة واحدة فكسر" قجّة" الأولاد وأخذ ما فيها ليشتري قنّينة عرق!

مع ذلك إحتملت الأم كلّ هذا بوداعة وطول أناة من أجل عائلتها وصلت من أجل زوجها على رجاء أن يصلح الربّ حاله ويعود إلى صوابه!

تعلّمت الخياطة وإمتهنتها في بيتها لتعيل أولادها، صرفت على تعليمهم حتّى تخرّج واحد في الحقوق وآخر في الصيدلة وآخر في الهندسة!

وعندما مرض أبوهم خدمته وإعتنت به حتّى وفاته!


هبنا أيّها الرحوم من ثمر روحكإذ نحن عاجزون عن كلّ صلاح!

فكلّ عطيّة صالحة وكل موهبة كاملة هي من العلاء منحدرة، من لدنك يا أبا الأنوار !



/جيزل فرح طربيه/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.