HTML مخصص
16 Apr
16Apr

"هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ".

كنت تبحث عنّي عندما لم أكن هنا، فاستفد من وجودي الآن.

إنّي أعرف رغبتك رغم صمتك.

قبل أن تقوله لي، أعرف ما تفكّر فيه.

سمعتك تتكلّم، ورغم إنّك لم تكن تراني، كنت بجانبك، بقرب شكوكك؛ بدون أن أكشف نفسي، جعلتك تنتظرني، لأشاهد صبرك أكثر.

" هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل مُؤمِنًا".

لمسه توما، وانهار كلّ ارتيابه؛ فامتلأ بالإيمان الصادق وبكلّ الحبّ الذي يستحقّه الله منّا، فصرخ : "ربّي وإلهي!".


وقال له الربّ: "آمَنْتَ لِأَنَّكَ رَأَيتَني، طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا".

احمل، يا توما، بشرى قيامتي للذين لم يروني.

اجعل كلّ الأرض تؤمن ليس بما ترى، بل بكلمتك.

جُل لدى الشعوب وفي المدن النائية.

علّمهم حمل الصليب على الأكتاف عوضًا عن السلاح.

لا تعمل شيئًا آخر سوى البشارة بي: فيؤمنون ويعبدونني.

لن يطلبوا أدلّة أخرى.

قل لهم إنّهم مدعوّون بالنعمة، وراقب أنت إيمانهم: " طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا!".

هذا هو الجيش الذي يقوده الربّ؛ هؤلاء هم أطفال جرن العماد، أعمال النعمة وحصاد الروح.

تبعوا الرّب يسوع المسيح بدون أن يروه، وبحثوا عنه وآمنوا به. تعرّفوا عليه بأعين الإيمان، وليس الجسد.

لم يضعوا أيديهم في مكان المسامير، بل تمسّكوا بصليبه وعانقوا عذاباته.

لم يروا جنب الربّ، لكن بالنعمة، غدوا أعضاء في جسده واتّخذوا من كلامه سبيلهم :

"طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا!"

باسيليوس السلوقيّ (توفي حوالي سنة ٤٦٨)

أحد مبارك


/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.