HTML مخصص
12 Apr
12Apr

لماذا نتعجب؟؟

«فاَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟»

(رو ٨: ٣٢)


تكلّم الربّ يسوع في العشاء الفصحيّ الأخير ، عن عهد جديد أسّسه بدمه كما قال :

«لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.»

(مت ٢٦: ٢٨)


والعهد بين الله والإنسان يختلف بشكل جذريّ عن المعاهدات أو الصفقات بين الناس.
ففي الإتّفاقيّات البشريّة يلتزم الفريقان إحترام حقوق وواجبات محدّدة بينهم، وببنود جزائيّة، يدفعون بموجبها أموالاً أو أملاكاً تعويضاً عن خرق ما...

لكن العهد بين الله والإنسان مختلف لأنّ فيه يهب كل واحد ذاته بالكامل للآخر، الله يهب ذاته بالكامل للإنسان والإنسان يهب ذاته بالكامل لله، كما يقول في أشعيا:

«وَالآنَ هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ، خَالِقُكَ يَا يَعْقُوبُ وَجَابِلُكَ يَا إِسْرَائِيلُ: «لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي.»
(إش ٤٣: ١)


وكما تقول عروس النشيد لعريسها :

«أَنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي. الرَّاعِي بَيْنَ السَّوْسَنِ.»

(نش ٦: ٣)


لذلك نحن لا نخاف ولا نتردّد لأنّنا بنعمته نبقى أوفياء للعهد الإلهيّ فلنا ثقة تامّة أنّ الربّ قادر أن يشبع كلّ إحتياجاتنا، هو الَّذي وهبنا ذاته وحياته بإبنه يسوع المسيح نحن كنيسة الله التي إقتناها بدمه (أع ٢٠/ ٢٨) ووهبنا معه روحه القدّوس! (لو ١١: ١٣)

يكفي أن نطلب أوّلاً ملكوت الله وبرّه والباقي يزاد لنا (مت ٦/ ٣٣)

يكفي أن نحفظ وصاياه ونعمل بها أن نحفظ العهد الذي أقامه معنا، فنهبه ليس أرزاقنا بل حياتنا وذواتنا بالكامل!

المسيح قام حقًّا قام!


/جيزل فرح طربيه/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.