HTML مخصص
18 Mar
18Mar

هو الحمل الصامت، هو الحمل المذبوح، هو الّذي وُلد من مريم، النعجة الوديعة.

هو الّذي سُحب من القطيع واقتيد إلى الموت، قُتل في المساء، وكُفّن في الليل، ليقوم من بين الأموات ويقيم الإنسان من قعر قبره.

لقد مات إذًا.
ولكن أين؟ في قلب اورشليم.

لماذا؟ لأنّه شفى عُرْجهم، طهّر بُرصُهم، قاد عمياهم إلى النور، وأقام موتاهم (راجع لو ٧: ٢٢).

هاك إذًا لماذا تألّم.

لقد كُتب في الشريعة والأنبياء:

"عنِ الخَيرِ بِالشرّ جازَوني لأّنِّي أَسْعى إلى الصَّلاح عادَوني"
(مز ٣٨ [٣٧]: ٢١)؛ نفسي في المنفى. لقد فكّروا بالشرّ تجاهي قائلين: لنقيّد البار، إذ هو مبغضٌ لنا" (راجع إر ١١: ١٩).


لماذا صنعت هكذا جريمة من دون اسمٍ؟ لقد أخزيت ذاك الّذي كرّمك، لقد أهنت ذاك الّذي رفعك، لقد أنكرت ذاك الّذي اعترف بك، لقد نبذت ذاك الّذي دعاك، لقد قتلت ذاك الّذي أعطاك الحياة... إن كان عليه أن يتألّم فما كان يجب أن يكون ذلك بسببك. إن كان عليه أن يُهان فما كان يجب أن يكون ذلك من قِبلِك.

إن كان عليه أن يُدان، فما كان يجب أن يكون ذلك من خلالك.

إن كان عليه أن يُصلب، فما كان يجب أن يكون ذلك بيدك.

ها هي الكلمات الّتي كان يجب عليك أن تصرخ بها لإلهك: "يا ربّي، إن كان على ابنك أن يتألم، وإن كانت هذه إرادتك، فليكن ذلك إنّما ليس بسببي".
ميليتون السّرديسيّ (؟ - نحو ١٩٥)
صوم مبارك


/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.