HTML مخصص
09 Mar
09Mar

المهندس سيمون حبيب صفير



أيّها البطريرك بشارة الرّاعي الكلّيّ الطّوبى، حامل وحامي مجد لبنان، أنادي بل أناجي غبطتك، أنا المؤمن الكليّ الشّجاعة والوطنيّة، مُرَدِّداً مع النّبيّ داود الملك مزموره:

"لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي، وَتَعْيِيرَاتِ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ."

ولا أطلبُ منكَ أن تغسل لي رجليَّ كما فعل ربُّنا وإلهُنا وفادينا ومعلّمُنا وقائدُنا يسوع المسيح الّذي انحنى الإنحاء الأعظم والمقدّس، انحناء السّماء للأرض، لغسل أرجل تلاميذه الّتي حَمَلَت أقدامَهم التي حَمَلَت أجسادهم التي حَمَلَت رسالَتَه التبشيريّة الخلاصيّة إلى كلّ شعوب الأرض وأممِها في أربعة أقطار العالم، ليشهدوا للفادي الشّهيد الأوّل المنتصر بالقيامة المجيدة المُزلزلة على الموت.. حتّى الإستشهاد في سبيله لينالوا إكليل المجد في الملكوت وينعموا بالحياة الأبديّة مع الثّالوث الأقدس وأجواق الملائكة والقدّيسين !


أبانا البطريرك الرّاعي الصّالح، فيما أنزفُ كلماتي نزفاً من قلبٍ ثائرٍ على الظلم والإستبداد والفساد والكَساد والسّكوت المُريب لا سيّما من المكرّسين المدعوّين إلى أن يحذوا حذو الشهيد يوحنّا المعمدان، خاتمة الأنبياء، حتّى قطع الرّأس شهادةً للحق، أتوجّعُ وأتفجّعُ، وأطلبُ من الله الأب السّماوي الصّحّة والرّحمة والنموّ في الإيمان المسيحيّ القويم، ولا أطلبُ منك أيّها الأب الرّوحيّ سليل البطاركة الموارنة الأبطال، لا منصباً، ولا حسنةً، ولا وساطةً، ولا أيّ مساعدة خاصة، بل أطلبُ منك، بدالّةِ الإبن الذي يطلبُ من والدِه، بشجاعة وثقة، أن تعِرني صولجانَك، عصا الرّعاية، لبضعة أيّام معدودة، وتمنحني صلاحيّة استخدامه.. لكي أدهش لبنان وسائر المشرق والعالم بأسرِه بما أقول وبما أفعل لما فيه خير لبنان وشعبه والأمّة المارونيّة المُقيمة في وطن الأرز وفي بلدان الإنتشار تحت شمس الحق !


إنّه طلب لا أظنّ أن تجرأ ابن تسعة أشهر من رعيّتنا المارونيّة، لا سيّما من العلمانيّين، على مرّ العصور وعبر التاريخ، أن توجّه به إلى نيافتك.. حباً بالمسيح وبلبنان أرض القداسة والقدّيسين وبهدف الإصلاح والنهضة والارتقاء بشعبنا وكنيسته وتضميد جراحه واستئصال الأورام الخبيثة المُزمنة من جسد لبنان المخلّع النازف المُضطهد المطعون بحربات الخيانات من أولياء أمره، الساسة تحديداً، في الدّاخل ومن الطامعين به في الخارج !



/سيمون حبيب صفير/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.