HTML مخصص
19 Apr
19Apr

الإعتراض :


لقد صرَّح السيّد المسيح بأنَّه سيكون في قلب الأرض ثلاثة أيّام وثلاث ليالٍ..
" لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ "
(مت ٤٠:١٢)

في حين أنّه دُفن يوم الجمعة وقام يوم الأحد، ممّا أدّى إلى إعتراض البعض قائلين: إنَّه لم يمكث في القبر سوى يوم واحد ألا وهو: يوم السبت، وجزء من يوم الجمعة الَّذى دُفن فيه، وجزء من يوم الأحد قام باكراً يوم الأحد.





الـــرد :


إعتاد كتبة الكتاب المقدّس ، أن يطلقوا الجزء على الكل أو على اليوم، وهم في الحقيقة يُريدون جزء منه فقط، فعلى سبيل المثال :

- طلبتْ أستير الملكة أن يصوم قومها ثلاثة أيام، لكي تدخل إلى الملك (أس ١٦:٤)، في حين أنَّها في اليوم الثالث وقفتْ أمام الملك (أس ٥ : ١ - ٢).

- يوسف الصدّيق أمر بحبس إخوته ثلاثة أيام، ولكنَّهم في اليوم الثالث وقفوا أمامه وقد خاطبهم (تك٤٢،١٨:١٧).

- وعندما أتى يربعام والشعب إلى رحبعام، طالبين أن يخفّف عنهم نير أبيه قال لهم:
"ارجعوا إليّ بعد ثلاثة أيام، فذهب الشعب (١ أى ٥:١٠)، لكنَّهم جاؤا إليه في اليوم الثالث (١ أى ١٢:١٠).

كما أنَّ العقل بل الشرع من عادته إطلاق إسم الكلّ على الجزء، مثل مَنْ يقول:
رأيتُ فلاناً وهو لم يرَ منه إلاَّ لباسه فقط، أو بعض أعضائه الدالة عليه.

وعلى الرغم من أنَّ المقابلة تمتْ في جزء من المدينة إلاَّ أنَّه يقول:

لقد رأيتُه في مدينة القاهرة أو الإسكندرية..

وقد يقول قائل: لقد قابلتُ اليوم صديقاً لي في اليوم الفلانيّ، وجلستُ معه يوماً.. ولا يشترط في ذلك أن تكون المقابلة طالتْ إلى يوم كامل، فربَّما كانت عدة ساعات.

هذا بالإضافة إلى أنَّ المسيح لم يقل: إنَّه يبقى في باطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ كاملة، بدليل أنَّه قال أكثر من مرَّة: إنّه في اليوم الثالث يقوم (مت ٢١:١٦)، فلو أنَّه مكث في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ كاملة لكانت قيامته في اليوم الرابع لا الثالث كما وعد.

ولمّا كان اليوم أو جزء منه، يُحسب في العادة يوماً، فإنَّ المسيح وقد أسلم روحه الإنسانية في الساعة التاسعة من نهار جمعة الصلب، ومكث في القبر يوم السبت بأكمله، وقام باكراً يوم الأحد، فإنَّ فجر الأحد يكون هو : اليوم الثالث الذي قام فيه السـيد المسيح كما قال.



خادمة الربّ ن. غ.
خدّام الرب ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.